خاضت قوات البيشمركة الكردية مدعومة بضربات جوية للتحالف الدولي مواجهات شرسة ضد تنظيم داعش في مدينة عين العرب (كوباني) السورية، ودمرت طائرات التحالف الدولي آليات تابعة للتنظيم كانت في طريقها الى المدينة، وأظهرت مقاطع فيديو عناصر من البيشمركة وهم يقومون بتوجيه عدة قذائف هاون على مواقع تنظيم داعش، في محاولة منهم فيما يبدو لدعم القوات الكردية المحاصرة، وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن الاشتباكات أوقعت قتلى من الجانبين، بينما واصل الجيش الأمريكي شنّ المزيد من الغارات الجوية على التنظيم وقتل منذ بداية العام الحالي نحو ألفي معتقل في السجون والمقرات الأمنية التي تديرها السلطات في سوريا، غالبيتهم جراء التعذيب. صد هجوم داعشي وفي التفاصيل، فإن مقاتلي البيشمركة الكردية بدأوا في استعمال الأسلحة البعيدة المدى لقصف مقاتلي التنظيم في كوباني في أول مشاركة لهم بشكل غير مباشر في المعارك الدائرة في المدينة منذ أكثر من شهر ونصف، في حين يحاول المتطرفون تحقيق تقدم عسكري في المدينة. وتمكن المقاتلون الأكراد من صدّ هجوم جديد للمتطرفين في شمال المدينة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما دخلت أكثر من عشرين عربة محملة بقوات البيشمركة من منطقة تل الشعير بالريف الغربي للمدينة رافقتها قطع مدفعية ومدافع وصواريخ مضادة للدبابات. غارات وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بريد الكتروني: "قصفت طائرات التحالف الدولي العربي عدة عربات تابعة لتنظيم داعش، بعضها مزود برشاشات ثقيلة في منطقة القرة بالريف الغربي لمدينة منبج الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي (...) ما أدى لمصرع وجرح عدد من مقاتليه". وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن الغارات وقعت بعد منتصف الليلة قبل الماضية، وأن "الآليات التي دمرت بالكامل ولم يعرف عددها كانت متجهة نحو مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) لمؤازرة مقاتلي التنظيم في المدينة". وتساعد الغارات المتواصلة التي يشنها التحالف الدولي -على المناطق الخاضعة لسيطرة "داعش" في عين العرب ومحيطها- في إعاقة تقدم مقاتلي التنظيم المتطرف. وشهدت عين العرب امس تبادلا لإطلاق النار واشتباكات متقطعة بين مقاتلي "وحدات حماية الشعب" ومسلحي تنظيم "داعش" على محاور عدة. وقامت قوات البيشمركة الآتية من اقليم كردستان العراق بقصف تجمعات التنظيم في المدينة. وذكر المرصد السوري أمس أن 20 عنصرا ينتمون إلى التنظيم قتلوا في غارات للتحالف على عين العرب وريف منبج ومدينة الميادين في دير الزور (شرق)، بينما قتل اربعة آخرون في اشتباكات في كوباني حيث قتل ايضا مقاتلان كرديان. ألفان قضوا بالتعذيب وقضى -منذ بداية العام الحالي- نحو 2000 معتقل في السجون والمقرات الأمنية التي تديرها السلطات في سوريا، غالبيتهم جراء التعذيب، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وجاء في بيان للمرصد: "بلغ عدد المعتقلين، الذين تمكن المرصد من توثيق وفاتهم 1917 داخل معتقلات وسجون وأقبية فروع مخابرات النظام السوري منذ بداية العام الجاري وحتى يوم 31 أكتوبر الماضي". وأضاف البيان: "سلمت سلطات النظام السوري جثامين بعضهم لذويهم، فيما تم إبلاغ آخرين أن أبناءهم قد قضوا داخل المعتقلات، وطلبوا منهم إخراج شهادة وفاة لهم، كما أجبر ذوو البعض الآخر على التوقيع على تصاريح أن مجموعات مقاتلة معارضة هي التي قتلتهم". وذكر المرصد أن من بين الذين قضوا في السجون 27 شخصاً دون سن الـ18، و11 امرأة، وأن أكبر عدد من المعتقلين الذين توفوا جراء التعذيب أو الظروف السيئة أو التجويع أو المرض من ريف دمشق، حيث بلغ عدد هؤلاء 411 معتقلاً، يليهم 299 معتقلاً من حمص و271 من درعا و243 من دمشق. وكان شهر يونيو الماضي قد سجل أكبر عدد من الوفيات حين قضى 284 شخصاً من بين أكثر من200 ألف معتقل في السجون والفروع والمقرات الأمنية. كما تعتقل السلطات السورية -بحسب منظمات عدة مدافعة عن حقوق الإنسان- عشرات الآلاف من الأشخاص بتهم "الإرهاب"، بعضهم لنشاطهم المعارض ولو السلمي، وآخرين للاشتباه أنهم معارضون للنظام، أو حتى بناء على وشاية كاذبة. ويتعرض المعتقلون في السجون والفروع والمقرات الأمنية "لأساليب تعذيب وحشية" تتسبب بحالات الوفاة، أو الإصابة بأمراض مزمنة، مترافقة مع حرمان من الغذاء والأدوية والعلاج اللازم، بحسب المرصد. من جهتها، أدانت المفوضة العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، في أبريل، تعميم التعذيب في سجون النظام، واستخدامه أيضاً من طرف بعض المجموعات المسلحة، لاسيما المتشددة منها. وانتقدت منظمات حقوقية، بشدة، أساليب التعذيب والاعتقال التعسفي الذي تقوم به الأجهزة الأمنية السورية منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظام الأسد منتصف مارس 2011 والتي تحولت إلى نزاع دام قتل فيه نحو 195 ألف شخص. السيطرة على حقل غاز وقال مقاتلو داعش في سوريا امس الاثنين: إنهم سيطروا على حقل للغاز في محافظة حمص بوسط البلاد وهو ثاني حقل للغاز يسيطرون عليه خلال اسبوع بعد معارك مع القوات الحكومية. وقال موقع سايت الذي يتابع مواقع الحركات الجهادية على الإنترنت: إن التنظيم المتشدد نشر 18 صورة على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر فيها راية داعش مرفوعة على حقل جحار للغاز الى جانب عدد من العربات وأسلحة تمكن المقاتلون من الاستيلاء عليها. ولم يتسن لرويترز التأكد من صحة التقرير بشكل مستقل نظرا للقيود الامنية. وسيطر مقاتلو داعش على ثلث الاراضي السورية وأيضا على مناطق كبيرة من العراق، وسيطروا على حقل الشاعر -وهو أكبر حجما- في 30 اكتوبر. وقالت داعش: "أحكم المقاتلون سيطرتهم على قرية جحار وشركة مهر لضخ الغاز وقرابة تسعة حواجز مدعمة بالعتاد". وقالت: إن مقاتليها استولوا على دبابتين وسبع سيارات رباعية الدفع وعدد من الاسلحة الآلية الثقيلة. شروط النصرة بلبنان وقال موقع سايت الذي يرصد بيانات الجماعات المتشددة على الانترنت: إن جبهة النصرة السورية عرضت تحرير جنود لبنانيين في مقابل الإفراج عن سجناء إسلاميين في سوريا ولبنان. وأضافت الجبهة المرتبطة بالقاعدة في بيان رصده سايت: إنها قدمت الى مفاوض قطري ثلاثة مقترحات لاطلاق سراح الجنود الذين خطفوا عندما سيطر مقاتلوها ومتشددو داعش على بلدة عرسال الحدودية لفترة قصيرة في اغسطس. وقال البيان: إن "المقترحات التي تم عرضها تتضمن إطلاق سراح 10 معتقلين من سجون النظام اللبناني مقابل كل محتجز وإطلاق سراح 7 معتقلين من سجون النظام اللبناني مع 30 معتقلة من سجون نظام الأسد مقابل كل محتجز وإطلاق سراح 5 معتقلين من سجون النظام اللبناني مع 50 معتقلة من سجون نظام الأسد مقابل كل محتجز".