تعد واحة الاحساء أكثر مناطق المملكة ارتفاعاً في درجات الحرارة، فقيض الله سبحانه وتعالى للإنسان بهذه الواحة من كنوز الأرض ما يطفئ به ذلك الارتفاع الشديد "اللهيب" في الحرارة، ومن تلك الخيرات غزارة المياه الجوفية، وكثافة النخيل الوارفة الظلال، ومع التناقص الشديد في الاثنين "المياه والنخيل" خلال العقود الأخيرة، بقي البطيخ الحساوي محافظاً على مكانته لدى سكانها، فمع هبوب سموم الصيف القائض يستبشر أهل الأحساء بنضج فاكهة موسمية تطفئ الحرارة التي تزيد على ال50 درجة مئوية. المهندس الزراعي مهدي ياسين الرمضان يشير في حديث ل"الرياض" إلى أن البطيخ الحساوي الذي يتميز بحجمه الكبير تتفرد به الأحساء عن سواها في المملكة والمنطقة، مستدركاً إلى أن فصيلته تزرع في الرياض وبعض دول الخليج كالبحرين، إلا أن إنتاج تلك المناطق ليست بجودة الأحساء، معزياً ذلك لاختلاف نوعية التربة، وبين أن البطيخ فاكهة صيفية يمكن تناولها مباشرة أو كعصير، ولفت أنه عرف عن هذا النوع من البطيخ أنه يسهم في تنظيف المسالك البولية للإنسان، كما يساعد على إزالة أو التخفيف من آثار حصوات الكلى لما فيه من كميات كبيرة جداً من الماء، كما أنه يتميز بارتفاع نسبة الألياف فيه. ويحرص مزارعو الأحساء على زراعة البطيخ الذي يتصف بانخفاض نسبة تركز السكر فيه، الأمر الذي يمكن حتى المصابين بمرض السكر من تناوله دونما حدوث مشاكل صحية، وتدفع تلك الفوائد الصحية الكثير لشرائه رغم ارتفاع سعره نسبياً، حيث تصل قيمة البطخية الواحدة ذات الحجم الكبير لأكثر من 100 ريال في بداية الموسم، وتشتهر البلدات الواقعة شمال الواحة كالوزية والشعبة والقرين، وكذلك طريق قطر بأن إنتاجها يعد الأفضل لكونها تربة طينية ورملية ولانخفاض نسبة الملوحة في المياه.