كشفت دراسة زراعية أن قطاع الدواجن العضوية في المملكة يواجه العديد من التحديات ومنها منع لوائح الزراعة العضوية وبشكل قاطع استخدام مكونات الأعلاف المعدلة وراثياً بالرغم من عدم وجود أدلة علمية قاطعة على أضرارها مما يتطلب معه مزيداً من الدراسة، وصعوبة توفير الفيتامينات الطبيعية واستخلاصها والاستفادة منها من المصادر الطبيعية مقارنة بالفتيامينات المصنعة، وأشارت الدراسة إلى أن الأحماض الأمنية المصنعة مثل الليسين، والميثونين من أهم الأحماض الأمينية الضرورية للدواجن إلا أن منع استخدامها في علائق الدواجن بصورتها الكيميائية مع عدم وجود البديل ذات الكفاءة تمثل إحدى الصعوبات الحقيقية التي تواجه إنتاج الزراعة العضوية. وأوضحت الدراسة التي قدمتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في المؤتمر التاسع للجمعية السعودية للعلوم الزراعية بجامعة الملك سعود بالرياض بعنوان "إنتاج الدواجن العضوي في المملكة بين الواقع والمأمول" أن ارتفاع درجات الحرارة أثناء النهار في المراعي الخارجية في المملكة تمثل إحدى التحديات للزراعة العضوية للدواجن، وصعوبة إيجاد بدائل ذات كفاءة عالية للمضادات الحيوية لا سيما في ظل ارتفاع معدلات النفوق حتى في مشاريع التربية المكثفة التي يستخدم فيها المضادات الحيوية، وتعد كل من الإصابة بالكوكسيدية، ونتف الريش بواسطة طيور أخرى، من المشاكل المحتملة في إنتاج الدواجن العضوية. وقالت الدراسة إن عدد مزارع الدواجن تحت التحول إلى مزارع عضوية في المنطقة الشرقية تبلغ 1200 مزرعة أما مزارع الدواجن تحت التحول إلى عضوي في المنطقة الوسطى تبلغ 1000 مزرعة، وأشارت الدراسة إلى أن عدد مزارع الدواجن العضوية في المنطقة الغربية هي الأكبر على مستوى المملكة ب340 مشروع ويصل عدد المزارع الدواجن التي تحت التحول إلى مزارع عضوية 250 مزرعة. وأوضحت الدراسة أن الزراعة العضوية تشترط عدم استخدام الحبوب المعدلة وراثياً ومنتجاتها الثانوية، وعدم استخدام المضادات الحيوية والهرمونات والعقاقير الطبية، وعدم استخدام المكونات العلفية من المنتجات الحيوانية باستثناء منتجات الألبان وكسب السمك، وعدم استخدام المنتجات الثانوية للحبوب إلا اذا تم إنتاجها بطرق عضوية معتمدة، وعدم استخدام المكونات العلفية المستخلصة بالطرق الكيميائية وعدم استخدام الأحماض الأمينية الأصطناعية سواء المصنعة أو من مصادر التخمر علماً بوجود بعض الاستثناءات لهذا الحكم في بعض البلدان. وأشارت الدراسة إلى أن الجدوى الاقتصادية لإنتاج الدواجن العضوي تتمثل في تقليل المدخلات حيث يمكن إنتاج كتاكيت التربية داخل المزرعة والحصول على المكونات الغذائية من إنتاج المحاصيل العضوية داخل المزرعة واستغلال مخلفات الدواجن مما يشكل مصدر دخل إضافي للمزارع. وأوضحت الدراسة أن نجاح تطبيق الزراعة العضوية ثبت في إنتاج الدواجن عبر التكامل بين إنتاج الدواجن والإنتاج النباتي داخل المزرعة حيث توفر النباتات المزروعة مرعى جيد للدواجن يفي باحتياجات الطيور من العناصر الغذائية المختلفة، كما أن توفر مخلفات الطيور العضوية يمكن تحويلها إلى سماد عضوي للتسميد المحاصيل الزراعة إلى جانب وجود التسميد الحيوي وطرق المكافحة الحيوية للنباتات دون استخدام المستحضرات الكيميائية مما يعني استدامة. وقالت الدراسة إن أساسيات إنتاج الدواجن العضوية يكمن في إدارة انتاج الدواجن العضوية وفق نظام عضوي مستمر من الفقس إلى مرحلة التسويق، من حيث انتاج السلالات، وتحمل السلالات للاجهاد الحراري وتوفير الاحتياجات من العناصر الغذائية المختلفة وتحديد العمر والوزن المناسبين للتسويق والتغذية العضوية للدواجن.