فلا تغرنكم الحياة الدنيا بقلم/ أحمد صالح حلبي أتعجب كثيرًا من أولئك الذين غرتهم الحياة الدنيا، فينظرون لمن حولهم بنظرة دونية، ويرون أنفسهم فوق هذا وذاك بمال يملكونه أو منصب يتولونه متناسين أنهم بكل ما يملكون من مال وجاه فإنهم يومًا ما سيكون مثواهم تحت الأرض مثلهم في ذلك مثل الفقير الذي يستعطف الآخرين. وقبل عدة أيام مضت أوقفني مشهد لشخصية بمكة المكرمة تتولى منصبًا داخل مؤسسة خدمية، تملكها الغرور والكبرياء والادعاء بأنه شخصية لا نظير لها بين شخصيات مكة المكرمة، وأن وجوده داخل هذه المنشأة جاء رحمة للعاملين بها والمستفيدين منها! والحقيقة التي يجهلها البعض أن هذه الشخصية حلت في منصبها قبل سنوات قلائل بخداع وتحايل وكذب على الآخرين، فأي خدمة يدّعي هذا تقديمها للآخرين ؟ وأي تواضع وتعامل حسن يحسب له إن غادر موقعه ؟ إن ما يؤسف عليه أن البعض مما يتولون مراكز قيادية داخل مؤسسات المجتمع المدني يصورون أنفسهم كعلامات فارقة بين الآخرين، ويدعون بين الفينة والأخرى أنهم يسعون لخدمة المجتمع، وهم في حقيقة أمرهم مجرد خادمون لأنفسهم. وقبل فترة ليست بالقصيرة أوقفني أحد المغرورين بذاتهم المدعين بقدراتهم الغارقة للعادة مدعيًا أنه صحفي قدير وكاتب أنيق له بين صفحات الصحف صولات وجولات، لكنه فضل التوقف عن الكتابة لانشغاله بأعماله الخاصة وخدمة المجتمع كما يدعي. والحقيقة أن صاحبنا لا يعلم بأن هناك من يعرف حقيقة من كان يكتب له مقالاته، يوم كان له بين الكتاب تواجدًا، وكم كان يدفع لهذا ويكرم ذاك ليظهر بالساحة الإعلامية، وأن سبب توقفه عن الكتابة عائد لسفر من كان يكتب له. إن ما أريد قوله لكل من اعتقد بقوة شخصيته وعزة مكانته أن الأرض دائرة بين الشمس والقمر والنهار والليل، ويومًا ما ستكشف الشمس بإشراقتها خداعهم وكذبهم على الآخرين، ولن تفلح أموالهم ولا مناصبهم في حجبها.