صدر حديثاً في القاهرة كتاب «الفجوة... نظرية في التعليم» للدكتور نبيل سالم، أستاذ هندسة الإلكترونيات والاتصالات في جامعة «أوكلاند» في الولايات المتحدة، والدكتورة فاطمة الزهراء سالم محمود، وهي أستاذة مساعدة في أصول التربية والسياسات التعليمية في جامعة عين شمس المصرية. يــستخدم المؤلفان المنحى القصصي في عرض فجــوة التعليم والاستراتيجيات الواجب اتّباعها في تقليــص فجوات التعليم. ويتمحور السرد القصصي على أسرة عربية من الطبقة المتوسطة المتعلمة، تتخذ مثالاً في شرح التفاعل الاجتماعي مع النظريات العلمية عن التعليم. ويطرح الكتاب اسراتيجيات وتقنيات معاصرة عبر استخدام استراتيجية القَصّ عن حال أسرة عربية بسيطة تحاول أن تبدع وتجتهد من أجل التقدّم علميّاً، والمساهمة في التنمية المستدامة، والانخراط في مسارات التعلّم الذاتي المستمر. ويعتمد الكتاب على استراتيجية تحليل الفجوة أيضاً إلى جانب استراتيجية الحكي القصصي. إذ يسرد حياة أسرة رجل عربي تريد أن تصل في أدائها في تحصيل العلوم إلى مستوى العالميّة، إضافة إلى خدمة عمليات التنمية المستدامة للمجتمع، على رغم الصعوبات والتحديات. وبذا، تتحوّل الأسرة إلى نموذج يشرح أهمية التعليم، إضافة إلى العمل والإرادة والإصرار والإبداع الفردي. كما تبيّن تجربة الأسرة دور المؤسّسات، وتصبح مدخلاً لتحليل الأزمة بهدف الوقوف على أهم التحديات والصعوبات ومواجهتها، عبر تجسير الفجوة بالعلم والعمل معاً. اتقان التكنولوجيا يتوزّع الكتاب على اثنتي عشرة حلقة تعليمية هي: دراسة الفجوة، وأسرة مثقفة في عالم متنامٍ، وتربية الأبناء، وتعليم الأبناء في المرحلة الأولى، وتعليم الأبناء في المرحلة الثانية، وتعليم الأبناء في المرحلة الثالثة، وتعليم الأبناء في المرحلة الرابعة، وإعداد مواطن، والعمل والتعليم المستمر مدى الحياة، وإعداد المواطن العالمي، والسعادة في إطار قوة العلم، وملء الفجوة. وفي خاتمة الكتاب، تظهر مجموعة من الرسائل التي حرص المؤلّفان على توضيحها. تشمل الرسائل الحرص على التعلم الذاتي المستمر، والتقويم الذاتي المستمر للأداء، والتميّز وتعلّم ثقافة التميّز، التخطيط الجيّد، والتفكير العالمي وتسويق الأفكار الإبداعية، والتمرّس على ثقافة الإصلاح والتطوير، وتحديد الخطوات التنفيذية، وتعلّم ثقافة الالتزام على أسس وخبرات علمية وعالمية، والتمرس على تقليص فجوة الفجوات وردمها عبر اتقان التكنولوجيا. ويختتم الكتاب بالعبارة الآتية: «الفجوة لا تزال موجودة في المجتمعات الطموحة والشعوب الناهضة، وتتطب دوماً الاسترشاد بقوة العلم والأخلاق والإرادة الجادة لتنميتها، في عالم معقد ومتشابك وسريع التغير». ويعتبر هذا الكتاب بمثابة صحوة من أجل إدارة الذات، ومحاولة تحدي الصعوبات أياً كانت، والتوجّه بالعلم والعمل والقيم الأخلاقية صوب العالمية في تحصيل العلوم، سواء على مستوى الأفراد أو المؤسّسات. كتاب عن فجوة العلوم