سُئل ذات يوم الرمز الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود عن لقاء الهلال القادم.. فقال: "سنقابل الفريق الأسهل!"، بعد اللقاء الذي كسبه النصر ووصل من خلاله للمباراة الختامية على كأس دوري خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله، أعادوا عليه السؤال فقال: "أنا لم أقلل من الهلال ولا من قيمة الهلال ولكنني قلت هو الأسهل!". هكذا شخّص الرمز الراحل حال الهلال حين يقابل النصر وقد اعتمد على معطيات وربما رموز لا يفك شفرتها إلا هو. أخبرنا بمعلومة جديدة وبكنز دفين وهو أن صياحهم وعويلهم يثبت أنكم تسيرون في الطريق الصحيح! رحل أبوخالد في صيف 1425 ومع رحيله عانى النصر كثيرا وظل يمر في محطات مضطربة حتى موسم 2008 وهو الموسم الذي دلفت أقدام الأمير فيصل بن تركي بن ناصر إلى مقر نادي النصر من أجل العمل فيه ولأجله. الأسد في براثنه فيصل بن تركي العاشق الباذل الذي كان يدعم النصر من خارج أسواره اقتحم السور والباب والحائط وشمر عن ساعديه رغبة في عودة نصر عبدالرحمن بن سعود. البداية لم تكن صعبة فحسب بل تستحق ان نطلق عليها كوارثية فمن يركض على العشب الأخضر لم يكن له ان يسعد جماهير المدرج الشمالي التي شهدت بسالة مبروك التركي رحمه الله وقوة سالم مروان شافاه الله وصلابة توفيق وفنيات يوسف خميس والهريفي وانطلاقات الكوبرا وجلد اسطورة آسيا ماجد عبدالله فماذا كانت تنتظر من فيصل بن تركي بن ناصر؟ بدأ مشواره وهو يدرك أن هناك مطبات وعوائق ستقف في طريقه فتذكر الشخصية العصامية التي يطلق عليها الغرب (Self made man) وهي الصفة التي تطلق على كل من يصل أعلى مراتب الشرف بجده واجتهاده وبذلا من وقته وماله. مضت الفترة الأولى من رئاسته دون أن يحقق كحيلان أي إنجاز غير الوصول لنهائي كأس الملك الذي خسره برباعية أمام الفريق الأهلاوي فصاح الصديق قبل الغريب لقد فشل وعليه أن يرحل ليمنح غيره الفرصة! رفض الأسد في براثنه الاستسلام ورفض التراجع وصمم على المضي قدما نحو تحقيق الإنجازات وعودة مجد نصره. القادم أجمل في موسم 2013 وصل لنهائي كأس ولي العهد فخسر اللقب أمام الهلال بركلات الحظ وحينها بكى الشبل تركي وتقاطر الدمع على خديه. مسح المطنوخ دموع تركي قائلا له: كفكف دموعك وانتصب يا تركي فالقادم أحلى بمشيئة الله. عادت أقلام اللون الواحد تكتب بلونها الساخر وترسم بريشة الحاقد والهدف من ذلك تثبيط عزائم فيصل وأن فريقه مات وووري الثرى مع رئيسه وباني أمجاده القديم عبدالرحمن بن سعود. في موسم 2014 تمسك النصر بزمام الأمور وظل متماسكا ومتصدرا للمشهد الرياضي حتى توج بكأس ولي العهد وبطلا لدوري عبداللطيف جميل فنادى المنادي هذا زمانك يا نصر! هنا كشرت جوقة الحقد عن أنيابها وبحثت حتى في الباحث العلمي في قوقل من أجل الوصول لذريعة جديدة يتمسكون بها من أجل تقزيم هذا البطل وتقزيم إنجازاته فروجوا حكاية دفع رباعي وخماسي وسداسي رغم إدراكهم ويقينهم التام أنها بضاعتهم القديمة وأنهم الوكيل الحصري لها منذ زمن بعيد وبهذه الوكالة ازداد نشاطهم وكثرت بطولاتهم! في هذا الموسم واصل المطنوخ سيره نحو مجد جديد وصدح بأعلى صوته الدوري هدفي ومقصدي. فاز بالدوري رغم ما تعرض له من أخطاء تحكيمية فادحة ومع ذلك شككوا في البطولة وعزفوا على وتر دفع ووعيد وتهديد! في السابق كان الخصم واحدا والكاره قلم معروف والحاقد فكر متعارف عليه. النيل من الأسد أما الآن فاختلط الحابل بالنابل واتحدوا جميعا وصاروا على قلب رجل واحد من أجل النيل من الأسد في براثنه! هنا اجتمعوا ورفلوا في جلباب الغيرة فبرهنوا للعالم أجمع ان بالفعل الغيرة عبارة عن اضطراب نفسي فتاك وفي الغالب يكون المتأثر مصابا بانفصام في الشخصية! ظلت صحفهم وملاحقهم تنال منه ومن نصره وترفض أي منجز يحققه النصر حتى وهو يلعب في البطولات الخارجية كانت تحاربه وتتمنى خسارته كما حدث ذلك في موقعة بيروزي في طهران وما كتبته تلك الصحيفة المتلونة من مانشيت تفوح منه رائحة الحقد والكراهية! كسب النصر كأس دوري عبداللطيف جميل وحقق ناشئوه وشبابه ذات المنجز وخرج من مسابقة كأس ولي العهد بعد أن قدم مباراة كبيرة كان هو الأجدر في كسبها ثم لعب على نهائي كأس الملك ولم يفصله عن اللقب الغالي إلا أربعون ثانية فخسر بركلات الحظ مرة ثالثة بعد لقاء الهلال في موسم 2013 ثم السوبر أمام الشباب الذي أداره المرداسي فنحر النصر من الوريد إلى الوريد. هيا تعال في الموسم الماضي كانوا يرددون الوعد في الجولة العاشرة. في هذا الموسم تمسكوا بـ(هيا تعال) فكانت النتيجة وبالا عليهم! قال كبيرهم الذي ورطهم كل عاد لحجمه الطبيعي وصدق فالهلال الذي مضى عليه سنتان ونيف لم يتمكن من تجاوز النصر إلا عن طريق ركلات الحظ! شككوا في كل شيء حتى قال أحدهم لقد مرروا علينا اسم حكم وأخبروا النصر باسمه الحقيقي! حتى أنهم شككوا في أقرب الناس إليهم ومع هذه الخزعبلات شمر عنبر وبلال عن سواعدهم وركبوا الموجة الزرقاء وكأن المسألة فزعة وحب خشوم! فيصل يرفض التحكيم المحلي ويطالب بالأجنبي ويستعد لدفع كامل مصاريفه. في المقابل يرفضون الحكم الأجنبي ويعزفون على اسطوانة أعطوا الحكم المحلي فرصة فمن المستفيد الآن؟ النصر عاد أقلام اتحدت وألوان تضامنت وأفكار تبلورت والهدف واحد والمقصود واحد فكانت النتيجة فشل ذريع وخذلان يتبعه خذلان! قلت لصاحبي كيف ترى فرحتهم الهستيرية بعد موقعة ركلات الحظ؟ قال لي لام الله من لامهم فما صنعه النصر في موسمين من ضغط نفسي وعصبي لم يتمكنوا من صنعه في عشرين سنة مضت ولولا هذا الانتصار الذي جاء من رحم المعاناة وفي الرمق الأخير لشاهدتهم في حالة يرثى لها! النصر بعبع ويظل الفريق الذي يبحث عن جميع البطولات ويفكر في جميع الإنجازات ومهما كتبوا وكذبوا فالتاريخ شاهد عليهم ولن يكون معهم ولا منصفا لهم فالتاريخ يرفض التزوير ولا يقبل المتلونين الذين يصبحون في حال ويمسون على حال آخر! اكتبوا ما بدا لكم وغردوا بأكاذيبكم وتحدثوا في فضائكم الفسيح واستضيفوا مترديتكم ونطيحتكم وما أكل عليه الدهر فالنصر عاد وعودته أقضت مضاجعكم وأرعدت فرائصكم وفي أكثر من مرة كنتم تضعون أيديكم على قلوبكم للتأكد إن كانت تعمل أولا! أما أنت أيها الأسد فسعيك مشكور وجهدك بيّن ومكشوف وإنجازك يشهد له العقلاء والنبلاء ولا عزاء للمحنطين ومن نصر إلى نصر فالأرض أرضك والزمان زمانك يا كحيلان.