واصل «حزب الله» حملته على المملكة العربية السعودية، وطاولت سفيرها لدى لبنان علي بن عواض عسيري، في وقت تولى مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب محمد عفيف، الرد على «الردود التي استمعنا إليها على مدار الأيام الثلاثة الماضية، والتي تعرّضت لخطاب الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله الجمعة الماضي»، معتبراً أنها «كانت بعيدة تماماً من مناقشة المعلومات والمعطيات والحقائق التي تضمنها خطابه، وعاجزة عن مقارعة الحجة بالحجة والمعلومة بالمعلومة، وانصرفت بدلاً من ذلك إلى إطلاق الضجيج والصخب وتبرير العدوان». وإذ لفت في تصريح، الى أن نصرالله «قدم رؤيته للأحداث في اليمن وتحليله للأسباب والوقائع»، رأى أن الردود «عمدت إلى التعتيم على فكرة أساسية وجوهرية في الخطاب، هي دعوة اليمنيين إلى الحوار والعمل من أجل إيجاد حل سياسي في ما بينهم، بعيداً من التدخلات الخارجية، وفي هذه الدعوة تعبير عن الموقف الدائم لـ «حزب الله» والمتمثل في الدعوة إلى الحوار والعمل من أجل التوصل إلى تفاهمات سياسية في العراق وسورية ولبنان واليمن والبحرين. ولم يظهر أبداً في أي مفردة من الخطاب، تحريض لليمنيين بعضهم على بعض أو دعوة إلى التقاتل في ما بينهم، وإنما كان هناك تأكيد على أن من حقّهم الدفاع والمقاومة والتصدي في وجه الغزاة». وأضاف قائلاً أنه «أمام هذا الواقع الذي يكشف عن سوء نيات بعضهم من أصحاب الردود، وضعف قراءة بعض آخر لما تضمنه الخطاب، نجد أن ما ورد على لسان هذه القوى والشخصيات غير ذات أهمية ولا يستحق الرد والتعليق». وفي إطار حملة «حزب الله» على المملكة، اعتبر عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية حسن فضل الله، «أنَّ تكرار السفير عسيري تصريحاته التي يتعرض فيها لنصرالله، تشكّل خروجاً عن الأصول الديبلوماسية التي تحكم عمل السفراء، وتفرض عليهم عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبنان، ومن هذه الأصول عدم التعليق على مواقف قياداته، أو تحديد ما يجب على نوابه القيام به، عبر الادعاء أنَّ هناك من يمنعهم من النزول الى المجلس النيابي، كما فعل السفير السعودي». وأكد فضل الله أن «التعبير عن الموقف الحر تجاه ما يعانيه الشعب اليمني نتيجة العدوان الظالم، يعني كل عربي ومسلم وشريف في هذا العالم وسنبقى في طليعتهم». في المقابل، سُجلت ردود أمس، على الانتقاد الذي وجهه «حزب الله» الى كلمة رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام في القمة العربية. وفي المقابل، حيّت كتلة «المستقبل» النيابية بعد اجتماعها برئاسة سمير الجسر «الوقفة العربية المتقدمة والشجاعة والحازمة بقيادة المملكة العربية السعودية لمواجهة محاولات التسلط الفارسية على الوطن العربي ومدنه»، معتبرة «الكلام الذي صدر عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بفتح أبواب المملكة أمام كل الأطياف السياسية اليمنية تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي، الإطار الصالح للحل السياسي في اليمن». وأكدت أنه «لن يكون بمقدور إيران وأوهام إمبراطوريتها الفارسية ولا بمقدور سياسة تعميم الشحن المذهبي التي تنتهجها عبر ممارسات الحرس الثوري وميليشيات الحشد الشعبي المدعومة منه، أن تشوه وعي شعوبنا، أو أن تزوّر انتماءها الأصيل إلى أمتنا وحضارتنا». ونوهت الكتلة بـ «مقررات قمة شرم الشيخ»، كما نوهت «بالموقف المتزن الذي صدر خلالها عن رئيس الحكومة تمام سلام»، مشددة على أن لبنان «ليس بإمكانه الخروج عن الإجماع العربي واتباع سياسات منفردة»، وعلى «التمسك بإعلان بعبدا وبالقرارات الشرعية العربية والدولية». واعتبرت وزيرة المهجرين أليس شبطيني، أن موقف سلام «كان مدروساً ومتوازناً، ويأتي تكملة لمواقف سابقة تعكس رغبة معظم القوى والأطراف السياسية اللبنانية القاضية بعدم إدخال لبنان في أتون الصراعات الإقليمية، والمتجسّدة بإعلان بعبدا الذي أكدته وتبنته الجامعة العربية والأمم المتحدة ومجلس الأمن، ولا مصلحة للبنان بالتنكّر لهذا الإعلان في الوقت الذي نواجه مشكلات جمة، بدءاً بالشغور الرئاسي القاتل والمميت، وصولاً الى ضرورة إيجاد حل سريع لأزمة النازحين السوريين المتفاقمة يوماً بعد يوم»، متمنيةً على «الأفرقاء الذين دعوا الى اتباع سياسة النأي بالنفس حيال الأزمة في اليمن، أن يتخذوا الموقف نفسه تجاه قضايا أخرى شدّد عليها إعلان بعبدا بتحييد لبنان عن تداعيات المنطقة». وشددت شبطيني على ضرورة «الحفاظ على التضامن الحكومي، وعدم إدخال البلد في صراعات جانبية لا فائدة منها في هذه الظروف الحرجة داخلياً وإقليمياً».