تجاوب ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مع نداء الشاب جرمان القحطاني الذي يقطن محافظة بيشة، وذلك بمنحه وظيفة ومركبة تمكنه من التنقل وتساعده على إنجاز مسؤولياته تجاه أسرته في ظل عجز والده. وذلك إثر مقطع الفيديو الذي شرح فيه معاناته. "الوطن" التقت جرمان في منزله، وذكر أنه ورده اتصال من مكتب ولي ولي العهد يفيده بأنه حصل على مطالبه التي طلبها من خلال مقطع الفيديو وهي وظيفة في بيشة، نظرا لعدم تمكنه من ترك والده العاجز وأيضا سيارة تساعده في توفير احتياجات عائلته. وقال الشاب البالغ من العمر 27 عاما الحاصل على الشهادة الثانوية إنه تلقى أيضا اتصالا من أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد، أول من أمس، وطلب منه مقابلته في مكتبه بالإمارة. وأضاف جرمان: "لم أتوقع هذا التفاعل الكبير مع قضيتي، فأنا لم أضطر لتصوير المقطع إلا بعد أن بلغ اليأس مني مبلغه، وتقطعت أمامي جميع السبل في الحصول على وظيفة أقدر من خلالها على إعاشة منزل تسكن فيه ست أخوات وأمي وأبي الذي يعاني من مرض شلل الرعاش". وتابع "لأكون صادقا فلم أترك بابا إلا وطرقته وبحثت عن الوظيفة بكل ما أوتيت من قوة، ولم أكن أتوقع يوما أن أسجل هذا المقطع وأنشره في مواقع التواصل، وبالفعل كانت ردة الفعل مفاجئة بالنسبة لي فقد اتصلت بي الكثير من الشخصيات المعروفة مثل الفنان فايز المالكي الذي أخبرني بتبرع سخي من الشيخ عادل بن علي، وذلك بمبلغ قدره 100 ألف ريال، كما تواصل معي الشاعر علي بن حمري القحطاني وتبرع لي ولأسرتي بمبلغ 50 ألف ريال، وفي ليلة واحدة وصلتني أكثر من ثلاثة آلاف رسالة على جوالي حتى أصبت بالذهول فلم أعلم الحقيقية منها أو المزيفة، وبعص المتفاعلين اختلط عليهم الأمر فأنا لست بحاجة إلى زكاة أو صدقة، بل طلبت العون من قيادتنا الرشيدة بإيجاد وظيفة لي وإبقائي بالقرب من والدي ووالدتي وأخواتي الست". المفاجآت لم تتوقف عند هذا الحد ردا على مقطع جرمان، إذ إنه استقبل أكثر من 20 رسالة تتضمن عروضا للزواج دون دفع أي تكاليف، ويضيف: "كما أن البعض التبس عليه الأمر فأرسل إلي رسائل يشتمني فيها ودخل البعض منهم في نواياي بطريقة غير صحيحة، وكل ما أستطيع قوله لهم إنني أسامحهم جميعا، فأنا لم أبعث بهذا النداء إلا بعد أن بلغ السيل الزبى". وفي نهاية حديثه، وجه جرمان شكره على تجاوب ولي ولي العهد مع مطالبه، إضافة إلى اهتمام وعناية أمير منطقة عسير، وكذلك الذين اتصلوا به وقدموا العون إليه ولأسرته وأسهموا في إيصال هذا النداء، مشيرا إلى أنه اكتشف من وراء هذه التجربة كرم وأخلاق الشعب السعودي الذي لا يتخلى عن أي شخص يقع في مشكلة وهذا دليل على التلاحم القوي بين أبنائه.