أعلن رئيس الوزراء التركي وزعيم حزب العدالة والتنمية احمد داود اوغلو الليلة الماضية ان حزبه خاض 10 استحقاقات انتخابية وحقق فيها دائما المركز الاول، مؤكداً ان حزب العدالة والتنمية الحاكم "سيعيد مراجعة سياساته بعد اخفاقه في الفوز بغالبية المقاعد المطلوبة التي تمكنه من تشكيل حكومة منفردا". وأسفرت نتائج الانتخابات التركية الليلة الماضية بعد فرز اكثر من 99 بالمئة من الاصوات عن فوز حزب العدالة والتنمية بالمركز الاول وللمرة الرابعة على التوالي لكنه فشل في تحقيق الاغلبية الكافية لتشكيل الحكومة الجديدة لوحده. وذكرت وكالة (اناضول) التركية للانباء ان "حزب العدالة والتنمية حقق نسبة 81ر40 بالمئة ونال 258 مقعدا، بينما جاء بالمركز الثاني حزب الشعب الجمهوري اكبر احزاب المعارضة بنسبة 01ر25 بالمئة وحصل على 132 مقعدا". واضافت ان "حزب الحركة القومية جاء ثالثا بنسبة 36ر16 بالمئة وحصل على 81 مقعدا، تلاه حزب الشعوب الديمقراطي ذو الغالبية الكردية بنسبة 06ر13 بالمئة ونال 79 مقعدا ليدخل البرلمان كحزب لأول مرة". وهذه النسب تعني ان حزب العدالة والتنمية لن يتمكن من تشكيل الحكومة بمفرده حيث انه بحاجة الى عدد نصف الاعضاء زائد واحد والبالغ 276 مقعدا من اجمالي عدد اعضاء البرلمان البالغ 550 نائبا. ونقلت الوكالة عن رئيس اللجنة العليا للانتخابات سعدي غوفين قوله ان "النتائج الرسمية ستعلن بعد 12 يوما"، مبينة ان "مجموع الناخبين بلغ 5ر54 مليون ناخب داخل وخارج تركيا وان عدد الاصوات المشاركة بلغ 1ر47 مليون فيما كانت الاصوات السليمة 8ر45 مليون وبنسبة تصويت بلغت 55ر86 بالمئة". وتعليقاً على نتائج الانتخابات، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود اوغلو في كلمة امام حشد جماهيري بمقر الحزب في انقرة "على الآخرين ألا يقلبوا الهزيمة الى فوز"، متقدما بالشكر لجميع كوادر الحزب "على جهودهم في الحملات الانتخابية والدول الاسلامية على دعائها لتركيا لتنعم بالامن والاستقرار". بالمقابل، قال زعيم حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين ديميرطاش ان "مناقشة تحويل نظام الحكم في تركيا من برلماني الى رئاسي وصل الى نهاية الطريق بعد تجاوز حزبه الكردي الوحيد الحاجز الانتخابي". وتعهد ديميرطاش في مؤتمر صحافي بمقر الحزب في اسطنبول "بعدم السماح للرئيس التركي رجب طيب اردوغان بتحقيق النظام الرئاسي الذي كان يسعى له". واكد ان حزبه على عهده الذي اطلقه في الحملات الانتخابية "لن يدخل في تحالف مع حزب العدالة والتنمية لتشكيل الحكومة المقبلة"، معتبرا أن حزبه "سيكون معارضا قويا في البرلمان". واوضح "ان هذا النصر لجميع الفقراء والمضطهدين بغض النظر عن انتمائهم العرقي او الديني او الاقتصادي"، مبينا "ان النصر كان حليفا للذين وقفوا بجانب الحرية والديمقراطية والسلام". وكان حزب الشعوب الديمقراطي حقق نسبة 06ر13 بالمئة في الانتخابات البرلمانية وحصل على 79 مقعدا بالبرلمان.