شهدت النسخة الحالية من كأس أمم إفريقيا معدلا تهديفيا متواضعا للغاية يجعلها مرشحة بقوة لأن تحل ثانيا كثانى أضعف بطولة منذ زيادة عدد المنتخبات المشاركة إلى الرقم ١٦ فى عام ١٩٩٦ والتى أقيمت بجنوب إفريقيا. ويبدو أن ميل عدد كبير من المنتخبات إلى التحفظ الدفاعى، واللجوء إلى خطط متوازنة، قد لعب دورا فى غياب العناصر الفعالة بهجوم الفرق. فمع نهاية الدور الأول للبطولة لم يتم تسجيل أكثر من ٥٢ هدفا، وهو معدل متواضع بالنظر إلى إقامة ٢٤ لقاء، وفى ربع النهائى أقيمت ٤ لقاءات سجلت فيها المنتخبات الثمانية ٦ أهداف فقط، وانتهت مباراة واحدة بالتعادل السلبى بين الكاميرون والسنغال قبل تفوق الأسود غير المروضة بركلات الترجيح، ليصل إجمالى الأهداف فى «الجابون» إلى ٥٨ هدفا فقط، وذلك قبل انطلاق مباراة مصر وبوركينا فاسو أمس فى الدور قبل النهائى التى بدأت بعد مثول الجريدة للطبع. أسوأ معدل تهديفى فى «الكان» منذ قرار «كاف» برفع عدد الفرق المشاركة إلى ١٦ فى ١٩٩٦، كان بالبطولة التى أقيمت فى مالى عام ٢٠٠٢ التى توج بها المنتخب الكاميرونى، إذ لم يتم تسجيل إلا ٤٨ هدفا فقط. وفى البطولة الماضية عام ٢٠١٥ بجنوب إفريقيا كان الموعد مع ثانى أسوأ معدل بالشكل الحالى للبطولة بتسجيل ٦٨ هدفا فقط، ما يعنى أننا قد نشاهد رقما جديدا فى السجل السلبى للبطولات القارية، ما يؤكد أن الخطط الدفاعية هى سمة هذه الحقبة فى كرة القدم ليس فقط فى إفريقيا، ولكن فى العالم بشكل عام. يذكر أن أفضل رقم للبطولة على الإطلاق كان فى غانا عام ١٩٩٨ التى توج بها المنتخب الوطنى، حين تم تسجيل ٩٩ هدفا، فى حين أن الأسوأ على الإطلاق كان فى ١٩٥٧ بالسودان، ولم يتم تسجيل إلا ٧ أهداف فقط، علما بأن عدد الفرق المشاركة فى هذه النسخة كان ٣، هى مصر والسودان «البلد المضيف» وإثيوبيا. أما بطولة ١٩٦٢ التى أقيمت فى إثيوبيا فقد شهدت أفضل متوسط أهداف للمباراة الواحدة الذى وصل إلى ٤.٥ هدف، بمشاركة ٤ منتخبات هى مصر وإثيوبيا «البلد المضيف وبطل النسخة» وتونس وأوغندا.