حينما اخترعت المطبعة كانت فتحاً عظيماً للعلوم والآداب والفنون واصبح نشرها بين الناس أيسر ولكنها ككفل المخترعات قد يساء استخدامها وقد بدأت الدول بعد اختراعها تحس بخطورتها احيانا ومن هنا نشأت فكرة مراقبة المطبوعات ومنح الاذن بطبعها او منعه وزاد الاهتمام بالقيود على المطبوعات في بلداننا العربية ومنها بلادنا حتى اصبح الامر في احيانا كثيرة عائقاً في وجه النشر والطبع حتى مر بنا منع ما نشر عبر الصحف فاذا تحول الى كتاب منع نشره وطبعه ولكن مع هذا اصبح التحايل كثيرا حتى رأينا كتباً يتداولها الناس لم تمر اصلا على الرقابة ولم يأذن بطبعها ونشرها ولم تودع منها نسخاً في المكتبة الوطنية ولا يعلم احد اين طبعت وموضوعاتها مما يفتح ابواب الفتنة على مصراعيه وسنتعرض في هذا المقال لبعضها كنماذج آملين ان تتنبه ادارة المطبوعات والنشر بوزارة الثقافة والاعلام لها فالامر خطير جداً. من هذه الكتب ما نشره هذا الذي يزعم انه نال الدكتوراه ثلاث مرات ببحوث كلها في سياق إشاعة الفتنة الطائفية والاقليمية فله بحث زعم انه حصل به الدكتوراه من جامعة الازهر بعنوان التغريب في المملكة العربية السعودية وهو كتاب يزعم ان تغريب المرأة في المملكة على قدم وساق وله رموزه من الوزراء والمثقفين والشخصيات العامة في اتهام واضح للدولة انها مشارك في هذا التغريب ولا اظن ان بحثا كهذا وهو متداول على الشبكة العنكبوتية وهو لا يرقى حتى ان يكون بحثاً لطالب في الصف الأول في أي جامعة بل لعله خارج البحوث الجامعية كلها لا يأخذ بأي من معايير البحوث الجامعية, اقول لا اظن ان بحثاً كهذا تقبله جامعة الازهر وتمنح عليه درجة علمية وكتابه الثاني الذي زعم انه حصل به الدكتوراه للمرة الثانية من الجامعة الاسلامية ونشره هذا العام وهو بحث مهلهل يتهم فيه أمراء ووزراء وشخصيات عامة في بلادنا ودول الخليج من حولنا بأنهم ينشرون الصوفية التي لا يرى لها علاقة بالإسلام كما يزعم وكلما اتهم أحداً بذلك في بلادنا اضاف إلى اسمه الحجازي وكأن النسبة إلى الحجاز مما ينبز به من لا يعجبه في سوء تعبير وأسوأ أسلوب ولكنه يقول انه بعد المناقشة اضاف الكثير مما رآه ضرورياً حتى يجنب الجامعة التي يزعم انها منحته الدكتوراه على مثل هذا البحث الذي لا يلتزم أي معيار من معايير البحث العلمي واما الكتاب والذي يزعم انه حصل به على الدكتوراه للمرة الثالثة واسمه “حركة التشيع في الخليج العربي” وهو ما يماثل الكتاب السابق الذي كان بعنوان (حركة التصوف في الخليج العربي” وكل هذه الكتب لم تمر على الرقابة ولا يعرف أين طبعت, ولها مروجون يجعلون الحصول عليها سهلاً وهي تتخذ من الدين ستاراً لنشر فرقة وكراهية بين المسلمين تجعل هؤلاء المجرمين المتعطشين لسفك الدماء يجدون عوناً لهم على ما يدعون إليه, ولهذا المؤلف عشرة كتب كلها في هذا السياق تتحدث عن انحراف في الامة وتحمل على الابتعاث وتتحدث عن آثار له مزعومة ضارة بالأمة وعن المدارس الاجنبية في الخليج وآثارها والرجل لا يرى في الخليج الا شراً، ومن هذه الكتب كتاب يزعم مؤلفه ان احد اعضاء هيئة كبار العلماء يدعو الناس الى تقديس وتعظيم الصالحين والاهتمام بآثارهم ويراها مفتاحاً للوثنية وانتشار الشرك والكتاب لم يمر على رقابة المطبوعات والنشر ولا يدري احد اين طبع, وصاحبه يذكر دور نشر موهومة في لندن وفي الهرم من الجيزة بمصر، وفي مكة وكلها لا تزيد عن صفحات ومواقع على الانترنت لا تمثل إلا صاحبها، وليس لها عمل منظور، ويظن من انشأها انه قادر على ان يخدع الناس فيظنون ان عمله مشروعاً، وهو أمر انتشر مؤخراً فكل من يدرك ان ما كتبه ودعا اليه لا يمكن للجهات الرسمية ان توافق عليه ولا يمكن لدار نشر تحافظ على سمعتها ان تنشره او تطبعه، فتظهر هذه المنشورات غفلاً عن دار نشر او ذكر لمطبعة محددة فليس من عادة العقلاء ان يتقبلوا تضليل الناس أو تبديعهم أو تفسيقهم لمجرد انهم لا يتفقون مع هذا الكاتب أو ذاك في مسألة علمية ولا يسمحون لأنفسهم أن يتناولوا علماء الأمة الأبرار ممن مضوا بذات الأسلوب فمتى يكف هذا السيل من تبديع وتضليل وتكفير المسلمين من أهل القبلة، علماء الامة الابرار ممن مضوا بذات الاسلوب فمتى يكف هذا السيل من تبديع وتضليل وتكفير المسلمين من اهل القبلة فلن يكف هذا الشر الذي انتشر إلا بالقضاء على هذه الثقافة التي تبعدنا أن نكون خير أمة اخرجت للناس, انا في انتظار المواجهة العلمية والفكرية المبنية على معايير بحثية ثابتة، وهو ما نرجوه والله ولي التوفيق. ص.ب 35485 جدة 21488 فاكس 6407043