×
محافظة المدينة المنورة

مسؤولو "المدينة" يحلون مكان عمال النظافة .. وأمينها: لن نسمح بخلخلة الوضع

صورة الخبر

حين يواجهك أحدهم بالسؤال "أين أنت؟ مختفي منذ فترة" قد تتعذر بالأشغال ومطالب الدنيا التي لا تعطيك الوقت لتأخذ نفسا عميقا، وقد تنهي جملتك قائلا: "نركض ونجري في دوامة". لكن هل فكرت قليلا وحاولت ان تعرف لماذا انت تلهث؟ هل انت في سباق؟ وما هي قواعد السباق؟ هل هو سباق للجري يتطلب منك اقصى سرعة ام ماراثون سجلت فيه ولديك استراتيجية لكي تكمله حتى النهاية وتصل لهدفك؟ وهل سألت نفسك لماذا لا تستطيع التنفس بعملك ولا تستطيع ان تكمل يومك بدون ان تشعر بأنك تحت ضغط يستنفر كل طاقاتك؟ قد تتحدث مع السائل عن ساعة الرياضة اليومية التي تحتاجها كي تستجمع قواك وتطلق طاقاتك السلبية وقد تحدثه عن جلسة "يوجا" تحاول ان تعيد فيها الهدوء الى نفسك. فالضجيج من حولك كثير، مطالب العمل ومطالب الحياة ومسؤوليات المنزل والعائلة. ما رأيك ان تتوقف قليلا وتفكر؛ فأنت تتذمر من ان ضجيج العمل يعكر عليك هدوءا في منزلك، لكنك لا تتوقف عن النظر لجوالك متابعا الرسائل الالكترونية المختلفة وتجيب عنها حتى وانت على طاولة الطعام. وانت تتذمر من غزو الاخرين لمساحتك الخاصة لكنك تترك جميع تطبيقات التواصل الاجتماعي مفتوحة للتواصل مع اسماء وأرقام وصور متجاهلا كل ما هو ثلاثي الأبعاد حولك! وحتى حين تخرج في اجازة تجد نفسك ملزما بفتح الايميل ومتابعة رسائل الكترونية يمكنها ان تنتظر. المشكلة فيك، لأنك لا تضع الحدود لنفسك فأنت مهووس بالعمل وتظن ان تواجدك ساعة عبر الرسائل الالكترونية والهاتف دلالة على التزامك العملي! لكن هل هذا هو مقياس الإنتاجية في نظرك؟ ألا تحتاج لأن تترك العمل في مكان العمل وتقرر ان تعطي الاشياء حقها، فللعائلة والأصحاب حق في التواصل معك، ولنفسك أيضاً حق في ان تعطيها مساحة من الهدوء كي تستجمع قواها وتستطيع ان تبدأ يوما آخر بعقل يفكر وينتج. لا يمكنك ان تعيش معلقا بوسائل الاتصال فانت لست شريط معلومات ولست بكائن افتراضي ينتقل عبر شبكاتها فمن غير المعقول ان تشغل عينيك بمتابعة جوالك وانت في جلسة مع الأصدقاء او لحظة تمضيها مع طفلك، لا تتحول لكائن شبكي، افتح عينيك والتفت يمينا ويسارا وتأمل ما حولك، وضَع الحدود! واختر متى تمشي ومتى تجري ومتى تتوقف جانباً لتلتقط انفاسك، لا تنظر للحياة من خلال كاميرا الجوال وتطبيقاته.