أصبحت الأجهزة الموصولة بالانترنت واقعاً نتيجة التواصل بين الآلة التي تستخدم شبكات البيانات اللاسلكية، وأجهزة الكشف والبرمجيات التي تتيح الرصد عن بعد والقياس والتسجيل وجمع البيانات وغيرها من العمليات المعقدة، وهذا يلغي العمل اليدوي الذي يستغرق وقتاً طويلاً ويخفف من تدخل الإنسان. وفي قطاع تصنيع السيارات، تُعتبر قدرة سوق "الآلة إلى آلة" كبيرة، ففي عصرنا هذا أصبحت أنظمة الأمن والمساعدة ميزة عادية في كل سيارة فبفضل التوصيل اللاسلكي بالانترنت، أصبحت السيارات اليوم قادرة على إعلام السائق في الوقت الفعلي بالمناطق الخطرة ومواقع الحوادث، وفي المستقبل من شأن هذه التقنية أن تساعد السائق على الوصول إلى وجهته بسلامة. في الواقع، وبحسب دراسة عن سيارات الانترنت للعام 2013 أجراها فريق من شركة بوز أند كومباني – بالتعاون مع مركز إدارة السيارات – بأن صانعي السيارات سيحصلون على 19 مليار يورو بحلول العام 2015 بفضل صفات السلامة والقيادة الآمنة. وتعتبر توصيل السيارات السياحية بشبكة الانترنت هو الموجة الرقمية المقبلة التي تبرّر توسّع سوق الآلة إلى آلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومن المتوقع أن تصل قيمة هذا السوق إلى أكثر من ملياري دولار بحلول عام 2016 حيث يمثل ذلك 6.1% من السوق العالمي، ومن المُتوقع أن تشكل خدمات "الآلة إلى آلة" في السيارات جزءاً كبيراً من هذه الإيرادات الجديدة بحلول عام 2016 حيث سيبلغ عدد الآلات المرتبة معاً داخل السيارات إلى 12 مليوناً مقارنةً بثلاثة ملايين آلة مرتبطة داخل السيارات في عام 2012. ومن خلال بناء هذه القدرات ستتمكن شركات الاتصالات من تقديم مجموعتين من الخدمات الأساسية للسيارات الموصولة بالانترنت تشمل إدارة القوافل والتأمين القائم على الاستخدام والقيادة الذكية ورسوم الطرقات، وتضم خدمات القيمة المضافة القيادة والتقارير الخضراء والملاحة والخرائط وتشخيص المركبة عن بعد وتقارير الطقس وحركة السير والربط بوسائل الاعلام الاجتماعية. ومن المتوقع بحلول عام 2020 أن تدرّ خصائص السلامة والقيادة الآمنة في صناعة السيارات ما يقارب 49 مليار يورو من الحجم العالمي للمبيعات، بالإضافة إلى ذلك وبحسب الدراسة ستترأس الصين والولايات المتحدة أسواق المبيعات لصانعي السيارات بفضل منتجات مُدمجة لربط السيارة بشبكة الانترنت، وبموازاة ذلك تشير التحليلات إلى أن النمو سيحدُث بالأخص بين العامين 2015 و2020. ويمكن للقيادة الذكية رصد نمط القيادة لدى السائقين الجدد الشباب ولدى الأكثر تقدّماً في السنّ، وبذلك تستطيع شركات التأمين إضفاء طابع شخصي على رسوم التأمين على أساس نمط القيادة بدل الاكتفاء بالتركيز على عامل العمر فحسب، بالإضافة إلى ذلك يمكن للأهل تلقي تقارير عن نمط قيادة أولادهم المراهقين. أما فيما يخص خدمات رسوم الطرقات تُمكّن السيارات المرتبة بالإنترنت سائقيها من دفع الرسوم من خلال أجهزة تُزوّد بها سياراتهم، على أساس موقعهم الجغرافي، ويتيح ذلك للحكومات والطرقات السريعة ومشغلي الطرقات تخفيض التكاليف المرتبطة ببناء محطات فرض رسوم الطرقات وصيانتها، ويوفر الوقت على السائقين. وتسهّل هذه التقنية دخول مشغلي الاتصالات إلى سوق "الآلة إلى آلة" الخاص بالسيارات من خلال تخصصهم في نماذج رسوم الاشتراك الشهري – وهي نقطة انطلاق بالنسبة لمطوّري الاتصالات تُستخدم في العقود السنوية، أمّا النموذج الآخر المُستخدم لخدمات رسوم الطرقات، فهو التسديد بحسب الاستخدام، وهو خدمة تفرض عمولة على كل عملية تسديد للرسوم أو على المسافة التي يتم اجتيازها". ومن المهم أن تدرج شركات الاتصالات كجزء من جدول أعمالها الرقمي كيفية الاستفادة من السوق الرقمي للسيارات وبناء القدرات والنماذج المناسبة التي ستساعد على تحويل السيارات إلى الأجهزة الرقمية المستقبلية. وفي الواقع ولفترة طويلة اعتُبر جيل الشباب رائداً في العالم الرقمي، فأصبح فئة مُستهدفة رئيسية بالنسبة للمنتجات الجديدة في السيارات الموصلة بالانترنت، غير أنّ راحة وسلامة القيادة لدى السائقين الأكثر تقدّماً في السنّ لا تقل أهمية، ويمكن ضمانها من خلال السلامة والمساعدة بفضل الانترنت مثل خيارات المساعدة في حال التعب.