اعتقد نائب الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور فهد السلطان أن ظاهرة التصنيفات الفكرية من ليبرالية، علمانية، إسلامية، إخوانية، وسرورية هي نتاج مؤسسات دعوية وتعليمية وإعلامية ساهمت بشكل كبير في تفاقم هذه الظاهرة وتوريثها للجيل النشء. وزاد خلال حديثه ل "الرياض" أن التصنيفات الفكرية غير مرتبطة بقرار معين، حيث إنها ثقافة مجتمعية يجب على جميع أطياف المجتمع التكاتف لمواجهتها والحد منها، كما أن المركز اليوم لم يعد يركز على اللقاءات والوطنية والفكرية فقط، بل قام بوضع إستراتيجية واسعة لنشر الحوار بين الطلاب والمعلمين وأئمة المساجد وشرائح المجتمع المختلفة، إلى جانب تأسيس أكاديمية الحوار للتدريب واستطلاع الرأي العام واستحداث برامج لإعداد المدربين على مستوى المملكة ومن بينها الجامعات ومدارس التربية والتعليم، بهدف تعزيز ثقافة الحوار التي من أهم ركائزها احترام الرأي والرأي الآخر، واحترام التنوع الثقافي. وأشار د. السلطان أن المركز وقع عدداً من الشراكات مع أكبر عدد ممكن من الجامعات ومدارس التربية والتعليم ومؤسسات مجتمعية أخرى لترسيخ هذه الثقافة وتعزيزها، مؤكدا أن المجتمع يواجه ظاهرة التصنيفات الفكرية، التي يجب أن تواجهها جميع المؤسسات الاجتماعية بمختلف أنواعها وأن تتفاعل مع هذا الموضوع لإيجاد مخارج وحلول. وأعلن أن المركز سيطلق عدداً من ورش العمل بدءاً من الأسبوع المقبل لتقويم مسيرة المركز، بمشاركة مجتمعية لمعرفة أين وصل المركز برسالته وما هي السبل الجديدة في تعزيزها، كما أن المركز لديه إدارة متخصصة بالدراسات ووحدة لاستطلاعات الرأي العام، ويمكن أن تقيس تغير هذه الثقافة عبر سنوات معينة، وهذا - بحسب حديثه - مفيد للمركز ومفيد على المستوى الوطني. وتابع د. السلطان بأن المركز يسعى لجمع كافة التيارات والطوائف التي غالباً ما يكون بينها قاسم مشترك أكبر بنسبة كبيرة بعد كل لقاء، حيث يتضح لكل تيار التصنيف الخاطئ المأخوذ عن الآخر بلا حوار أو قياس، معزياً ذلك إلى تجانس البلد الذي نعيش به، حيث إننا ندين بدين واحد ونلتزم بقيم واحدة وعادات وتقاليد متشابهة، مما يجعل فرص التصنيفات بيننا قليلة جداً في حال فهمت بشكلها الصحيح.