أعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، عن استعداد بلاده للتوصل إلى اتفاق نهائي بشأن برنامجها النووي. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها ظريف لدى عودته إلى إيران قادماً من جنيف، بعد إبرام اتفاق مرحلي مع مجموعة 5+1، حسبما ذكرت وكالة أنباء فارس أمس الاثنين. وقال «مستعدون للبدء بالتفاوض للتوصل إلى الحل النهائي، وفي الوقت ذاته فإن جميع خطواتنا لبناء الثقة هي قابلة للعودة». وأضاف «بناء على الاتفاق الحاصل، فإن البرنامج النووي الإيراني سيكون محلًا للاحترام كسائر برامج الدول الأخرى والحقوق النووية الإيرانية لا يمكن سلبها، وهذه الحقوق تشتمل على حق تخصيب اليورانيوم أيضا». وتابع «برنامج التخصيب سيكون جزءًا لا يتجزأ من البرنامج النووي، وأي منشأة نووية إيرانية لن تغلق، بل إننا سنعلن بشفافية مثلما تؤمن الجمهورية الإيرانية أن السلاح النووي لا مكان له في سياستنا، سنثبت أننا لا مشكلة لدينا مع العالم وأن البرنامج النووي الإيراني سلمي». وأوضح ظريف أنه «إذا ما فرض الكونجرس الأمريكي حظرا جديدا على إيران، فإن طهران ستنسحب من الاتفاق الذي وقعته». وقال «إذا كان هناك حظر جديد، فلن يكون هناك اتفاقًا، وهذا واضح جدا، إذ أن مثل هذه الخطوة قد تدل على أن الجانب الآخر غير قادر على الالتزام بالاتفاق». من جهته، اعتبر رئیس لجنة الأمن القومی والسیاسة الخارجیة فی مجلس الشوری الإيراني، بأن «اتفاق إیران ومجموعة 1+5، شكل نجاحًا کبیراً لإيران. وقال علاء الدين بروجردي «التطور الهام الذي تحقق علی صعید المحادثات النوویة، یعد نجاحاً کبیراً، وإيران اجتازت الساتر الأول فی هذا المجال. وأضاف «الاعتراف الرسمی بنشاطات إيران النوویة، یشكل نجاحًا، مما یتعین التخطیط بعده لاعتماد الخطوات القادمة». وردًا علی سؤال حول التناقض في تصریحات المسؤولین الأمریكیین حول الاتفاق بین 1+5 وإيران، قال «إنهم مضطرون لاستخدام مثل هذه اللهجة لمواجهة المتشددین فی داخل أمریكا». وتعلیقا علی تصریحات مسؤولی الكیان الصهیونی من أن إیران خدعت العالم قال رئیس لجنة الأمن القومی، «هذه التصریحات تعكس النجاح الكبیر الذی حققته إیران فی مفاوضات جنیف». بدوره، قال خبير سياسي إيراني لـ»المدينة» إن إيران ستلغي اتفاق جنيف في حالة فرض عقوبات أمريكية أو عدم التزام دول 5+1 بالاتفاق. وأوضح الخبير عبدالله رسولي بأن «إيران غير ملزمة باتفاق جنيف في حالة نقضه من قبل الكونجرس الأمريكي عبر فرض عقوبات على إيران». وأضاف «إيران قبلت الاتفاقية بشرط تجميد العقوبات الاقتصادية». وأكد رسولي بأن «إيران تعتبر نفسها منتصرة في حالة استمرار أمريكا علي التقارب مع إيران ورفع العقوبات». من جهته، قال المرشد علي خامنئي، إن «الهدف الرئيس للقوات البحرية يجب أن يتمثل في بناء وتنظيم قوة عسكرية تليق بالشعب الإيراني وتطلعات الدولة». واعتبر خامنئي لدى استقباله قائد ومسؤولي القوات البحرية في الجيش الإيراني، أن تقدماً مطرداً تحقق في القوات البحرية بعد انتصار الثورة، لكن التقدم في مجال التجهيزات لا يعكس بمفرده القوة. ورأى أن تواجد العناصر صاحبة المعرفة والعزيمة الراسخة والشجاعة اللازمة، يشكل عاملاً لبناء الهوية والشخصية والعظمة في أعين القوى الكبرى. وأضاف «لحسن الحظ فإن البنية الإنسانية لسلاح البحر جيدة اليوم، وذلك على عكس ما كان يخطط له أصحاب النوايا السيئة في فترة ما قبل الثورة». ولفت خامنئي إلى حضور القوات البحرية الإيرانية في شواطئ بحر عمان وأثره في الإنماء الوطني، مؤكدا أنه بوسع تلك القوات أن توفر أرضية تقدم ونمو هذه المنطقة. إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس الاثنين، أن الاتحاد الأوروبي سيبدأ تخفيف العقوبات التي يفرضها على إيران «في ديسمبر»، مؤكدًا أن الاتفاق سيمنع طهران من أن «تتصرف كما تريد» في مجال تخصيب اليورانيوم. وصرح فابيوس لإذاعة أوروبا-1 أن تخفيف العقوبات الأوروبية «سيبدأ في ديسمبر». وأضاف أنه من المقرر عقد اجتماع في الاتحاد الأوروبي على مستوى وزراء الخارجية «خلال الأسابيع القليلة القادمة»، موضحًا أن رفع العقوبات «سيكون محدوداً ودقيقاً وقابلًا للتراجع»، بدون أن يكشف المجالات التي سيشملها ذلك، مضيفاً «سيكون الأمر كذلك في الجانب الأمريكي». وردا على سؤال حول رفض إسرائيل الاتفاق وحول ما إذا كانت هناك مخاوف من غارات وقائية إسرائيلية قال فابيوس «في هذه المرحلة لا، لأن لا أحد سيتفهم ذلك». وبشان الإمكانية التي منحت إلى إيران لتخصيب اليورانيوم بينما تدعو كل قرارات الأمم المتحدة منذ 10 سنوات إيران إلى تعليق هذه العملية، أكد فابيوس أنه في المستقبل سيكون ذلك في إطار محدد خاضع لمراقبة شديدة.