لا أدري كم من القراء سيستهويه عنوان مقال اليوم، لكني أدري أن النقود هي المحبوب الأول لغالبية البشر، وأرجو أن يكون عامل الحب مغناطيس الجذب نحو قراءة هذا المقال. حين تتجول في متاحف النقود، تنسى الفقر، تجد نفسك محاطا بالذهب والفضة وسواهما من المعادن الثمينة التي كانت تسك منها العملات، فيخيل إليك أن العالم تخلص للأبد من فقره وألقى به إلى قاع بئر لا خروج منها. متاحف النقود تنتشر في كثير من دول العالم مثل أمريكا وبريطانيا واليابان وكذلك في بعض البلاد العربية كالبحرين وأبو ظبي والمغرب والكويت، وهي متاحف جديرة بالزيارة ليس لأنها تعرض النقود بمختلف أنواعها منذ بداية تعامل الإنسان بالنقد وتخليه عن المقايضات فحسب، وإنما لكونها تعد نافذة مفتوحة على التاريخ وتطور الحياة والحضارة. ودراسة النقود تعد أحد مصادر دراسة تاريخ الأمم، فهي تتضمن معلومات عن الوضع السياسي للدولة وحالتها الاقتصادية والدول التي كانت لها علاقات تجارية معها ونوع الحكم فيها وأسماء الحكام وتواريخ حكمهم، كما أن النقود تبين الثقافة المجتمعية السائدة في زمنها ومدى التقدم في سلم الحضارة الذي بلغه المجتمع في الزمن الذي سُكّت فيه، فالنقود على الاجمال، تعد وثيقة حية لقراءة التاريخ من خلال ما توفره للدارسين من المعلومات الجليلة عن المرحلة التاريخية التي تمثلها، استنتاجا مما دون عليها من النقوش والصور والأسماء والتواريخ والكتابات وغيرها. ومتاحف النقود ليست إلا شكلا من الأشكال الكثيرة للمتاحف المتخصصة في العالم، فهي مختصة بالنقود وما يتعلق بها، كما هو الحال في متاحف أخرى كمتاحف الشخصيات المشهورة والحيوانات الغريبة والمنقرضة، وعوالم البحار والفضاء والفنون والموسيقى والزهور وغيرها من المتاحف المتخصصة. لكن هذه المتاحف يتفاوت إقبال الناس عليها بحسب ما لديهم من درجات الشغف بمحتوياتها، وأغلبهم من أصحاب الهوايات أو الدارسين الذين يبحثون عن الحقائق ويسعون إلى توثيق مصادرها. وبودي أن أقترح على وزارة الثقافة التوجه إلى إقامة المتاحف المتخصصة ذات المواضيع الجاذبة للناشئة كمتاحف السيارات والطائرات والدراجات وألعاب الأطفال والألعاب الإلكترونية والألعاب الرياضية وما شابه ذلك. يوم غد سنتكلم عن العملات النقدية الإسلامية وما وجد منها يحمل أسماء نساء مسلمات حكمن في قرون مختلفة ولمدد متفاوتة. فإلى الصباح القادم لنكمل حكاية النقود. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 738303 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة