أكد عدد من أساتذة الجامعات والمثقفين أن الأمر الملكي الكريم الذي يقضي بتوقيع عقوبات صارمة بحق المشاركين في أعمال قتالية خارج الوطن والانتماء للتيارات والجماعات الإرهابية المتطرفة يمثل رادعا لكل من تسول له نفسه بالتورط في هذا الأمر. وقال أستاذ الدراسات الشرعية والأنظمة المقارنة بجامعة الملك عبدالعزيز وعضو مجمع الفقه الإسلامي والمحكم القضائي الدولي المعتمد بوزارة العدل الدكتور حسن بن محمد سفر إن المواطن السعودي خريج المدرسة الإسلامية المعتدلة وهذا هو الأصل في سلوكه وقيمه وأخلاقه. وإذا كان هناك انحراف يكون بسبب عوامل خارجية وراءها مجموعات تكفيرية، لافتا إلى أن أقسام الدراسات الإسلامية بجامعات المملكة تخرج طلابا معتدلين على الطريق الصحيح السليم. وأشار إلى أن من حقوق ولي الأمر على الرعية السمع والطاعة والالتزام بأوامره، مؤكدا أن الأمر السامي الكريم يأتي لتنبيه كل من يفكر في السلوك المنحرف عن جادة الطريق ليحاسب نفسه قبل أن يقدم على أي عمل مشين تعاقبه عليه الدولة انطلاقا من حرصها على حماية الدين وسياسة الأمة. وقال إن على المتطرفين أن يعودوا إلى رشدهم ويجددوا العهد والولاء لولاة الأمر على السمع والطاعة بعدم الانخراط في المشاركات الإرهابية التي تسيء للوطن الغالي، لافتا إلى أن الأمر الملكي يراعي مصلحة المواطنين ويرشدهم انطلاقاً من هدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي بعث بالرسالة السمحاء والدين الحنيف. ووصف العقوبات التي يحددها الأمر السامي الكريم بأنها تعزيرية وتنبيهية رادعة لك من يفكر في الانزلاق في الفتن من خلال المشاركة في القتال خارج المملكة أو الانتماء للتيارات والجماعات المتطرفة. وفي ذات السياق رأى المدير التنفيذي لمكتب هيئة الإغاثة الإسلامية في العاصمة المقدسة عضو هئية التدريس بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى الدكتور أحمد المورعي أن خروج الناس للقتال في خارج الوطن من دون إذن ولي الامر يعد أمرا غير مقبول. ولهذا يجب على كل من أراد الخروج أو حتى الافتاء بشأن ذلك الرجوع إلى ولي الأمر وإلى الجهة التي خص بها ولي الأمر الفتوى وهي هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء، مشددا على أنه لا يجب أن تترك الأمور لكل شخص بما أراد. وعلق المحامي سلطان الحارثي قائلاً: إن التقنين في جميع الأحكام هو الهدف الذي نسعى من أجله. وللأمر السامي الخاص بتقنين العقوبات التي تصدر بشأن الذين ذهبوا للقتال في الخارج فوائد كثيرة أهمها الحفاظ على أبناء الوطن من الوقوع في براثن الفتن.