غيب الموت الشاعر الكبير ناصر بن محمد بن صقر السياري الخالدي يوم الجمعة الموافق 2 ذي الحجة 1435ه بعد معاناة مع المرض لم تدم طويلاً.. بل في غضون أسبوعين ولأنه واحد من أبرز حضور الصباحية عندما دخلت المستشفى قلت بعد أسبوع من غيابه: فنار جلستنا له أسبوع غايب في مجلسه لا يقعد احدٍ بداله ولكن قضاء الله وقدره استل روحه الطاهرة ولم يمكننا من رؤيته إلا مرة خلف الزجاج قبل وفاته بالعناية الخاصة، وكان خبر وفاته جاء مثل الصاعقة التي تشل الكلام والحركة و«إنا لله وإنا إليه راجعون». لقد فقد الشعر الشعبي واحداً من أبرز الشعراء المعاصرين الملمين بالتاريخ والانساب ومعرفة كبار القوم ولا ضير في ذلك، ووالده - غفر الله له - كان كذلك ومن حاشية الملك خالد - الله يرحمه -، وناصر من بيت اجتماعي احتضن الإمارة والكرم والشعر مصدر الحكمة، وكما هم بيوتهم مشرعة للشعراء والأدباء يشاطره عضيدة عبدالله السياري وعضيدة إبراهيم وعبدالعزيز وفهد.. إنهم ملتقى الشعراء في كل زمان، إرث اكتسبوه من والدهم.. وعضوا عليه بالنواجذ.. وبفقد ناصر فقد الشعر أهم ركائزه بشعر الحكمة ونقد بعض المظاهر الشاذة مثل قوله وهو يتحدث عن شريحة من المجتمع ومعاناة الغير في أجمل صور الشعر وأبلغها مثل قوله: ما كل من يضحك بدنياه مسرور لو ضحكته دايم تحرك احجاجه وما كل من يبكي من الناس مقهور بعض الدموع رخاص من شان حاجة وكذلك مثل قوله في قراءة رائعة لما يدور حول الجميع في المجتمع قال: بعض الخلايق كنها الفكس يا سعود يرسل رسايل ويتلقى رسايل يسكت إلى شافك مع الناس ماجور ويقفاك لاقفيته يقول انت قايل اسكنه الله فسيح جناته كان من عشاق مجلة اليمامة بل كان من الشعراء الذين يخصصون نتاجهم لهذا المنبر، عزاؤنا لأسرته وللشعر والشعراء وبيوت الأدب (إنا لله وإنا إليه راجعون).