علي الغامدي من أمام شبّة النار وقرقعة الفناجيل وبكبرياء الأعراب يطلق صاحبنا تصريحاته النارية . فبعد أن انتهى للتو من تحليل مُباراة اليوم وتحميل المدربين مسؤولية خسارة فريقه المُفضّل لأنهم لم يُنفذوا خططه الهجومية قفز صاحِبنا إلى عالم الإقتصاد وبدأ يحلل أسباب انخفاض أسعار النفط ثم انتقل إلى السياسة . هذه هي واجباته اليومية وبِما أننا شعب يُحب الحلا بعد الأكل كان لابد لصاحبي أن يُحلي بأعراض المسلمين. صعد بكبرِياء الأعراب على منبر الشرَف متوشّحاً درع الجهل ليُطلِق سهامه على قلوب المُحصنات حتى فرغت كنانته ولم يبقى إلّا سهماً واحداً التفت يمنةً ويسرة لم يجِد مسلِمة ليقذِفها به فرماني به لاختلافي معه . فقال بتبجّح كيف تنازل أهل الغيرة عن مروءتهم وسمحوا لِبناتهم بالخروج إلى بلاد الكفّار وكيف تنازلت أؤلئك النساء عن حيائهنّ ليخالطوا الرجال في بلاد العُهر والفُسوق . أتبعهُ بسؤال تفوح منه رائحة الغباء فقال أترضى لأخيك أن يتزوّج بمبتعثة ؟ سكتّ برهة فظنّ أنه ألجمني ولكني كنت أتفكّر هل يُمكِن للحجر أن يُنبِت زرعاً ! فأنا أعلم أن الصحراء قد تُنبت إن تساقَطَ المطر وإن طال الجفاف . لكن هيهات للحجارة مثل عقل صاحبي أن تنبت زرعاً . رددت على سؤاله وقُلت وما الحرج في ذلك ؟ فقال أسفاً على غيرتكم . وكأن الغيرة توزّع من جيبه ولا بُدّ أن أُحدِث بياناتي عنده حتى لا أفقِد بعضاً من غيرتي. مسكينةُ تلك المُبتعثة تُحارب من البعض في الداخِل وتلبس حجابها مُحاولة أن تتناسى ذلك فتجد من يُحاربها في الخارج لحجابها . تدخُل فصلها الدراسي وتجد قضيّة حجابها هي القضية الأولى لمناقشتها . وقد تجِد مثل صاحبنا الأعرابي يتكلّم باسم المسلمات وينتقص ممن لا يُعجبه حجابها وهو مُقتنع بأنه وصيّ بل وليّ على كلّ المُسلمات . قضيت 6 سنوات في بلاد الابتعاث تخرّج خلالها آلاف المُبتعثات وحصلوا على شهادات عُليا وشاركوا في نهضة المملكة جنباً إلى جنب مع الرجال في مجالات الطب والهندسة والقانون وباقي العلوم الأخرى . ولازال صاحبي أمام شبّة النار وقرقعة الفناجيل ولم يزِد فيه شيئاً إلا وزنه . لا تُبالي أُختي المُتعلمة و المُبتعثة امضي في طريقك وارتقي بالعِلم ، دعيهم يرمُون سِهامهم واجمعيها وابني بِها سُلّماً إلى سماء النجاح. علي الغامدي alighamdi2@