برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود، أمير منطقة الرياض وحضوره، وبحضور عدد من كبار المسؤولين بالمملكة وأعضاء السلك الدبلوماسي الخليجي والعربي، والدول الصديقة المعتمدين لدى المملكة، والوجهاء والأعيان والإعلاميين، احتفلت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية مساء أمس، بذكرى مرور أربعة وثلاثين عاماً على قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وفي بداية الحفل ألقى الأمين العام لمجلس التعاون د. عبداللطيف الزياني كلمة رحب فيها بالحضور، معربا عن وافر الامتنان والعرفان الى مقام أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس - حفظهم الله ورعاهم - على ما يبذلونه من دعم، وما يولونه من مساندة واهتمام لمسيرة العمل الخليجي المشترك تحقيقا لتطلعات مواطني دول المجلس لمزيد من التقدم والنماء والازدهار. منفذو جريمة القديح أرقام غير مسجلة في تعدادنا الخليجي وخارج دائرة الفخر د. الزياني: مجلس التعاون أصبح كياناً راسخاً يجسد أروع صور الترابط والتضامن العربي كما تقدم د. الزياني بجزيل الشكر والامتنان الى حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإلى الشعب السعودي العزيز لما تحظى به الأمانة العامة وجميع منسوبيها من دعم وعناية متواصلة. وقال إن مسيرة مجلس التعاون استطاعت بعون الله وفضله، ثم بالحكمة وبصيرة قادتها، والإخلاص وعطاء مواطني دول المجلس الكرام أن ترسخ أقدامها في الساحة الإقليمية والدولية، كما قامت ومازالت بدور بناء في دعم الجهود التنموية لدول شقيقة وصديقة في مختلف أرجاء العالم، عوضا عن الدور الإنساني الرائد الذي تقوم به بكل عزيمة وإخلاص من أجل البشرية، حتى أصبح مجلس التعاون اليوم كيانا راسخاً يجسد أروع صور الترابط والتضامن العربي، ورمزاً للعزيمة والمثابرة والعطاء. وأكد أمين مجلس التعاون أن تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة، والصراعات الدائرة من حولها تمثل تحديات جسيمة لابد من مواجهتها والتصدي لها بكل عزيمة وتصميم حماية لأمن دول المجلس واستقرارها وسلامة شعوبها، وحفاظا على المنجزات ومكتسبات مواطنيها، وصيانة للأمن واستقرار هذه المنطقة الحيوية والعالم أجمع. وأضاف أن دول مجلس التعاون تعيش اليوم أجواء عاصفة الحزم وإعادة الأمل للشعب اليمني الشقيق، حيث برهنت دول المجلس بقيادة المملكة، في ظل الرعاية السامية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه - وفي اطار التحالف الذي تقوده المملكة، تصميمها على الوقوف مع الشعب اليمني وشرعيته الدستورية، والمحافظة على أمنه واستقراره وحماية شعبه من الفتنة التي تسعى قوى الشر الى اشعالها بين أبناء الشعب اليمني الكرام، مشيرا الى مؤتمر الرياض الذي استضافته المملكة في السابع عشر من هذا الشهر، الذي كان دليلا ناصعا على الدعم والمساندة التي تقدمها دول المجلس لليمن وشعبه الشقيق، معربا عن ثقته بأن شعب اليمن سوف ينتصر بإذن الله بإرادته الحرة وحكمته المعهودة وتضحياته، وبدعم أشقائه في دول مجلس التعاون. وقال د. الزياني أن مسيرة مجلس التعاون لم تكتمل، وأن الدرب لا يزال طويلا، وأن أمامها أهدافاً كبرى، داعيا الى حث الخطى ومضاعفة الجهد من أجل تحقيقها، مؤكدا أن طموح قادة دول المجلس وتطلعاتهم رعاهم الله عالية كعلو همة أهل الخليج وشموخهم. وفي ختام كلمته تقدم أمين المجلس بخالص الشكر والامتنان الى أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية دول المجلس على دعمهم ومساندتهم الأمانة العامة ومنسوبيها، والى أصحاب السعادة الأمناء المساعدين ورؤساء القطاعات والمديرين، وجميع منسوبي ومنسوبات الأمانة العامة على ما يبذلونه من جهود مخلصة وعمل دؤوب، والى الإعلاميين والصحفيين لما يقومون به من جهد متميز لإيصال الرسالة الإعلامية تحقيقاً لأهداف المجلس النبيلة والسامية. كما أعرب عن شكره وامتنانه لوزارة الثقافة والفنون والتراث بدولة قطر ممثلة بالدكتور حمد الكواري على مشاركة فرقة "ألفين" للفنون الشعبية في احتفال الأمانة العامة بهذه المناسبة الميمونة. وفي نهاية الحفل قدم الأمين العام هدية تذكارية بهذه المناسبة إلى أمير منطقة الرياض، معرباً عن شكره وامتنانه لسموه برعايته وتشريفه هذا الحفل المبارك. وعقب الاحتفال أدلى سمو أمير الرياض بحديث للصحفيين أعرب فيه عن سعادته بهذه الاحتفالية التي جعلته يشعر بوجودنا في منطقة الخليج جميعاً يرافقه شعور بأن هذه الدول الست تستطيع بحول الله أن تعمل كل ما فيه خير لأبنائها وأوطانها وكذلك ما فيه خير للأمة الإسلامية والعربية. وأضاف سموه: حقيقة شرفت بهذه الدعوة من معالي الأمين العام د. عبداللطيف الزياني وأسعدني أن أكون معه ومع زملائي وإخواني سفراء دول مجلس التعاون لنكون في هذه الاحتفالية وأبنائها ومواطنيها، وزاد سموه قائلاً: أسجل شكري وتقديري لمعاليه وأتمنى إن شاء الله أن تكون هذه الانطلاقات المتتالية كل عام هي خير وبركة ودعم لهذا المجلس ومسيرته. وبين سموه أننا في هذا المجلس نفخر ونعتز بأننا في دولة المقرّ ولذلك الواجب علينا كبير جداً وسنواصل بإذن الله الوقوف مع إخواننا في مناسباتهم دائماً في هذا المجال، مؤكداً سموه أن هذه المسيرة ستستمر في ظل وجود الثقة والتفاهم والتقارب إضافة إلى البعد عن الأنانية ما يعني عدم وجود ما يعرقل هذه المسيرة كما قال زعماؤنا وقادتنا زعماء دول الخليج رؤساء الدول ونحن سنسعى في المسيرة واكتمالها. وحول الاستقرار الأمني الذي تشهده المنطقة رغم الظروف المحيطة بالدول المجاورة علق سموه قائلاً: هذا مؤشر رائع جداً وصحي لدول الخليج أن تحس بهذا الشعور في ظل ما يحيط بنا من مشكلات في دول متعددة. وزاد سموه: المسيرة مستمرة وثابتة فهذا المجلس ثابت في مسيرته وسيكون متقدماً دائماً للأمام وسينجز وسينتج أشياء كثيرة. وختم سموه تصريحه باعتزازه بهذا المجلس قائلاً: إن الهواء الذي نستنشقه ونعيشه كله لأبناء الخليج، ولذلك ستكون مسيرتنا واضحة وأنا أعد نفسي عضواً في الأمانة العامة لمجلس دول الخليج لنعمل معهم ما فيه الخير دائماً لمصلحة أبناء الوطن في معزة وصدق إن شاء الله. وفي تعليق لسموه عن الجريمة الإرهابية التي شهدتها بلدة القديح التي أصلت الانتماء والتلاحم بين أفراد المجتمع بعكس ما أراد له منفذوها قال سموه: هؤلاء الذين عبثوا بأمننا وفعلاً قاموا بمثل هذه الأعمال أنا أنظر إليهم نظرة بأنهم مجرد أرقام غير محترمة في تعداد دول مجلس التعاون الخليجي. وأضاف سموه: ولذلك هم ليسوا محترمين وغير مقدّرين ولا يسجّلون ضمن سجل وتعداد سكاننا؛ لأنهم خارج الدائرة التي نفخر بها ونعتز.