مرة أخرى، صادر جهاز الأمن والمخابرات السوداني أمس تسع صحف بعد طبعها، إضافة إلى تعليق صدور أربع منها، في ما يمكن اعتباره أحد أكبر عمليات مصادرة الصحف. وقالت منظمة "صحفيون من أجل حقوق الإنسان" في بيان "صادر جهاز الأمن أمس أعداد تسع صحف دون إبداء أسباب، هي الجريدة، آخر لحظة، الانتباهة، الرأي العام، التيار، الخرطوم، واليوم التالي. وبعد مصادرة النسخ اتصل ضباط من جهاز الأمن برؤساء تحرير أربع من الصحف وأبلغوهم بتعليق ترخيص صدور صحفهم. وقال رئيس تحرير صحيفة الخرطوم، الباقر أحمد عبد الله في تصريحات صحفية "جهاز الأمن والمخابرات أبلغنا عبر الهاتف بأن صحف الخرطوم والجريدة، وآخر لحظة، والانتباهة تم تعليق صدورها لأجل غير مسمى". وأضاف أن ضابط الأمن أبلغه بأن تعليق صدور صحيفته تم بسبب نشرها خبرا عن التحرش الجنسي لتلاميذ المدارس ورياض الأطفال داخل الحافلات التي تنقلهم". وأضاف "قرار التعليق صادر من مدير جهاز الأمن شخصيا". ويشكو الصحفيون السودانيون من مضايقات جهاز الأمن والمخابرات، كما جاء ترتيب السودان قريبا من آخر مرتبة في قائمة منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة لعام 2014. وفي فبراير الماضي، قبل إجراء الانتخابات العامة التي فاز فيها الرئيس عمر البشير بفترة رئاسية جديدة بأكثر من 94% من إجمالي الناخبين صادر جهاز الأمن 14 صحيفة، في أسوأ هجمة على الصحافة السودانية. واتهمت منظمات حكومية وقتها حكومة البشير بأنها تريد السيطرة على الإعلام قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. في سياق منفصل، أكدت الخرطوم سعيها الجاد للعمل على تهدئة الأوضاع واستتباب الأمن بدولة جنوب السودان، مشيرة إلى الآثار السالبة للتوترات هناك على أراضيها، من ناحية تدفقات اللاجئين وتهديد الأمن على الحدود المشتركة، بجانب النواحي الاقتصادية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية السفير علي الصادق، إن استقرار الجنوب جزء من استقرار السودان. وجدد حرص بلاده على حل النزاعات بين الفرقاء الجنوبيين بالطرق السلمية بعيداً عن إراقة الدماء وتدمير الجنوب. وأضاف الصادق أن السودان لم يتدخل عسكريا في الشأن الجنوبي، وشدد "لا مصلحة لنا في ذلك". وحول أوضاع الجالية السودانية هناك قال الناطق الرسمي "لم يأتنا تقرير سالب عن أوضاعهم، وإذا استدعت الضرورة سيتم إجلاء الرعايا السودانيين".