أصدر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ، أمس الأربعاء، في لندن الطبعة الأولى لتقريره حول النزاعات المسلحة في العالم، تشير إلى أن الحروب كانت أقل عدداً في 2014 لكنها أكثر فتكاً. وينشر معهد الأبحاث البريطاني سنوياً حصيلة استراتيجية وتقريراً حول توازن القوى في العالم. وهو يملك أيضاً منذ 2003 قاعدة بيانات حول النزاعات المسلحة استخدمت لتغذية النشرة الجديدة التي قدمت في مقر المعهد الواقع على ضفاف نهر التيمز في لندن. ويتناول التقرير بالتفصيل طبيعة ونتائج 42 نزاعاً مسلحاً (حروب أهلية وحركات تمرد...) سجلت في العالم في 2014، أي أقل ب 21 من النزاعات ال 63 التي أحصيت في 2008. ولفت نايجل انكستر الاختصاصي في التهديدات العابرة للحدود في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إلى أن عدد النزاعات المسلحة تضاءل تدريجياً منذ أن أطلقنا قاعدة المعطيات (...) لكن هذا التراجع عوض بتزايد كثافة العنف المترافق مع هذه النزاعات. فبينما أسفرت النزاعات ال 63 في 2008 عن سقوط 56 ألف ضحية في الإجمال، سقط أكثر من 180 ألف شخص قتلى في النزاعات ال 42 العام الماضي، أي أكثر بثلاثة أضعاف. والحرب في سوريا التي أوقعت 70 ألف ضحية في 2014 من إجمالي يزيد على 200 ألف خلال أربع سنوات، مسؤولة إلى حد كبير عن هذه الزيادة. إلى ذلك، تسبب تقدم تنظيم داعش العام الماضي بمقتل 18 ألف شخص في العراق البلد الثاني الذي شهد أكثر النزاعات دموية ، متقدماً على المكسيك بحسب تقرير المعهد. وأضاف هيغل انكستر أن النزاعات تؤدي أيضاً إلى تزايد عدد النازحين داخل بلدانهم وكذلك اللاجئين في سائر أرجاء العالم. وأعلنت وكالة الأمم المتحدة للاجئين العام الماضي أن هذا العدد تجاوز في 2013 الخمسين مليون شخص للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية. (أ.ف.ب)