×
محافظة المنطقة الشرقية

«الأكوا بارك» استضافت فريق تلفزيون الكويت | مجتمع

صورة الخبر

قبل كم يوم أرسل رسالة للمجموعة التي تجمع ابناء الاعمام والخالات، مجموعة واتسابية اسمها (مجموعة صلة الرحم)، وهذه من ايجابيات التقنية، وما اكثر ايجابياتها لمن يحسن استخدامها!!.. كانت الرسالة التالية آخر رسالة له في المجموعة، يقول: (أهديكم افضل تطبيقات المصاحف من اصدارات مركز تفسير للدراسات القرآنية للأندرويد وللآبل (http://www.ce4arab.com/vb7/showthread.php?t=604699). لم يخطر في بال عبدالرحمن عندما ارسل تلك الرسالة لمجموعة (صلة الرحم) قبل رمضان انه على موعد مع القدر، لقد رحل من هذه الدنيا - رحمك الله يا أبا جوري!!. عبدالرحمن ابن اخي كان المعلم الخلوق الذي أحبه الجميع، سواء من الاقارب أو من الزملاء، كان «رحمه الله» بارا بأهله، طيبا ومحبوبا من الكل، ترك الدنيا وراح، لم يكن يعاني من امراض، بل شاب في قمة الحيوية وفي الثلاثين من عمره.. انه القدر الذي ليس لنا منه مفر، لقد حانت ساعته، والموت لا يفرق بين كبير وصغير، ولا بين غني وفقير. وهذه رسالة للجميع، وعلينا ان نتقبل الاحداث ونتعايش معها بحلوها ومرها، كم في هذه الدنيا من احداث تمر بنا أو نمر بها أو من خلالها، ومهما طالت الايام لا بد ان يكون هناك نهاية نفترق يوما ما.. كم تألمت وانا اشاهد ملامح أخي «ابو عاصم» والد عبدالرحمن وهو يتكلم عنه بعد الانتهاء من الدفن، وكأن لسان حاله يقول ما قاله الشاعر ابن الرومي في رثاء ابنه: بني الذي أهدته كفاي للثرى *** فيا عزة المهدى ويا حسرة المهدي طواه الردى عني فأضحى مزاره *** بعيدا على قرب قريبا على بعد لفت انتباهي اثناء الدفن وجود عدد لابأس به من الطلاب الصغار، اكتشفت فيما بعد انهم طلابه، اقتربت منهم وتحدثت معهم وجدت الكل منهم يثني عليه، وهذه رسالة لكل معلم ان يعلم جيدا ان حب طلابه ونظرتهم له كأب أو كأخ بل قدوة لهم لا تقدر بثمن.. الحديث والاحداث والمواقف عن «أبو جوري» كثيرة ومتعددة في جوانبها الحانية والانسانية، ما زلت اتذكر علاقته الوطيدة مع جده «رحمهما الله جميعا ويرحم اموات المسلمين»، كان دائما يرفض ان يحضر أي مناسبة من اجل ان يمكث مع جده ويقوم على خدمته، الله يجمعه بجده في جنات النعيم. رسائل سريعة: أخي المعلم، ازرع خيرا في أراضي الطلاب الخصبة؛ حتى تحصد خيرا، ان لم يكن عاجلا فآجلا، وخير دليل تواجد طلاب عبدالرحمن في جنازته والصلاة عليه اهم الثمار، وهل هناك اهم من وجود من يدعو لك بعد مماتك؟ خطوطنا السعودية، بلدنا قارة ونحن والحمد الله شعب متماسك، ولذا من الطبيعي ان تزداد تنقلاتنا بين كل المدن، إما مشاركة في افراح أو زيارة مريض وتأدية واجب العزاء، فهل نحلم بزيادة القوة الاستيعابية؟ إخواني وأخواتي، لا تغلبوا العاطفة على العقل والمنطق، إن وصلكم خبر وفاة عزيز لديكم ولم تجدوا امكانية عن طريق الخطوط الجوية، فلا تكونوا ضحية لحوادث الخطوط الارضية، خططوا لرحلاتكم واحسبوا الاوقات الكافية للرحلة، لأنه للاسف كم من قصص مبكية نتيجة لحوادث مرورية كان السبب الرئيسي وراء حدوثها السرعة الزائدة للوصول قبل الدفن، وبدل ان يكون هناك عزاء واحد في منطقة واحدة، انتهى الى اكثر من عزاء في اكثر من منطقة، ودفن من كان ذاهبا للعزاء مع من ذهب من اجله!. اخيرا لمن ادمن رسائل واتس أو التغريد، قبل ان ترسل او تغرد، اسأل نفسك: هل من ضرر أو فائدة من الرسالة.. اعتقد لو طبقنا برنامج الـ(فلترة) الذاتية لتوقفنا عن الكثير من الرسائل والتغريدات.. وكم من الكلمات والتصرفات التي لا نلقي لها بالا وقد تكون علينا وبالا! نسأل الله ان يرحمك يا أبا جوري، ويخلفك خيرا يا حبيبتي جوري. مستشار تدريب وتطوير