خاص سفراء مقالات طيران وأدب رحلة صادر حديثاً عن دار المناهل ، ويحكي جزءًا من يوميات وبعض تفاصيل حياة طيّار، وهي صفحات وُجِدت ملقاة بجانب رصيف رقم 7 في محطة قطارات مارليبون، تخصّ شخصًا يبدو أنه من منطقة الشرق الأوسط. يقع كتاب (أربعون ألف قدم فوق سطح الماء) في 191 صفحة من القطع الوسط، ويتألف من مقدّمة وثلاثة أقسام: 1- عالم الطيران: ذكريات دوّنت خلال فترتي الدراسة والتدريب. 2- أدب الرحلة: مقالات كتبها الطيار خلال رحلاته الجوية، أو خلال تنقلاته في بلدان العالم ومدنه. 3- حبر وأوراق متناثرة: يحتوي أفكارًا تداعت أمام مخيّلة الطيّار، وهو معلّق بين الأرض والسماء، كما في مقالته (طريق مختلفة)، حيث يقول: الأربعاء التاسعة مساءً. أقلعنا من بيروت باتجاه الشرق لبضعة أميال ثمّ انعطفنا باتجاه الجنوب في الأجواء القبرصية إلى ارتفاع أربعين ألف قدم. الرؤية تبدو جيّدة جدًا، هذا الوضوح في الرؤية عادة ما يتبع سقوط الأمطار في منطقة ما. تذكرت سواحل فلوريدا التي كنا نرى غربيها من شرقيها إذا ارتفعنا قليلاً. على يسار الطائرة، هناك في البعيد ساحل مضيء، لا أعرفه ولم يعنِ لي شيئاً لأول وهلة.. نقلت عينيّ الإثنتين بين موقع الطائرة وبين الخريطة فسرت موجة من أعلى القلب لأسفله لأني عرفت بأنها فلسطين! كم يعني المكان لنا بمجرد أن نعرف هويته. إنها رحلة فوق سحاب الطفولة بسرعة قرب الصوت، داخل طير يحمل أثقالاً إلى بلد لم نكن بالغيه إلا بشقّ الأنفس.