سادت الحضارة الرياضية السعودية ردحاً من الزمن وكانت ملاعبها مسرحاً كبيراً للبطولات فقدمنا للعالم كأس القارات فكرة وتنظيماً لثلاث مرات ونجح الاتحاد والهلال والنصر في تنظيم المسابقات العربية والخليجية وكذلك الامر بالنسبة للأهلي والشباب وحققنا الالقاب ولامسنا السحاب بكل المنجزات وتوجنا بالذهب ونلنا كأس العرب ونجحنا بالتنظيم في العهد الماضي على كافة النواحي واستضفنا وحققنا كأس الخليج والمسابقات العربية والإقليمية . ثم بادت تلك الحضارة وتقهقر الصفوف وخرجنا من الملعب وسلمنا الراية للجيران والأصدقاء وعدنا الى مقاعد المتفرجين ولم نحافظ على مكتسبات السنين بل خسرنا التأهل لكأس العالم مرتين وشاركنا في الخليج مرغمين على خروج مرير بلا استعداد ولا تحضير. غابت الارادة وتلاشت السيادة وتقوقعت الاحلام وتناحر الإعلام وتراجع المنتخب وفشلت الاندية وغبنا عن المشهد والكل يشهد بأن قدراتنا اكبر وإمكانيتنا افضل لكن فضلنا صراع الميول وطرق الطبول. استنهض الاتحاد السعودي همته من جديد ودعم رغبته اعادة وتجديد في كافة المرافق والملاعب وتخطى عقدة البداية وما تبعها من مصاعب فكانت اولى الثمرات استضافة بطولة الخليج على استاد جديد ازدانت به عروس البحر الاحمر في الوقت الذي يشهد ملعبها العتيد اعمال صيانة وتشييد تزيد من رونق المدينة الساحلية الحالمة. والعمل لا يتوقف على الحضور الخليجي بل أمم آسيا كلها مدعوة للحضور لمشاهدة البنى التحتية والملاعب والجمهور وكل مقومات النجاح على مر العصور. وعلى مستوى المشاركة فقد استفاق الصقور وحلقوا عالياً نحو استراليا لك عزة وأنفة والمجال لا يزال مفتوح لندخل غرب آسيا كمرشحين لا مجرد اسم مصنف على انه منتخب إن فاز هللنا وان خسر نعتناه بالفريق ب !! وهكذا تستعيد السعودية هيبتها الرياضية شيئاً فشيئاً ونحن على اعتاب استضافة بطولتين قارية وخليجية وكذلك المنافسة على كل البطولات القوية وهي افضل استعداد لتصفيات مونديال روسيا وكأس امم اسيا على ارضنا وبين جماهيرنا.