شن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أمس السبت (16 مايو/ أيار 2015) هجمات معظمها انتحارية ضد مراكز أمنية في مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار في غرب العراق، بينما تجد القوات نفسها في موقع دفاع مع إعلان الحكومة إرسال تعزيزات. ويحاول التنظيم غداة سيطرته على المجمع الحكومي، التقدم نحو المواقع العسكرية المتبقية لفرض سيطرته على كامل المدينة، في وقت تعهد رئيس الحكومة حيدر العبادي إلحاق «هزيمة منكرة» بالمتطرفين، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن التي قللت من شأن تقدم التنظيم في المدينة. وبعد السيطرة على المجمع الحكومي وسط الرمادي أمس، أعلن التنظيم شن هجمات انتحارية على «مقرات للجيش والشرطة» في شمال المدينة، بحسب بيانات تداولتها حسابات الكترونية جهادية. وأعلن مصدر عسكري عراقي أمس عن انسحاب مقاتلي التنظيم من المجمع الحكومي وسط الرمادي نتيجة الغارات الجوية المكثفة للتحالف الدولي. وقال المصدر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن «داعش» قام بسحب جميع عناصره الذين سيطروا على المجمع الحكومي أمس الأول بعد اشتباكات عنيفة دارت مع القوات الأمنية وسط مدينة الرمادي. وأكد قائمقام الرمادي دلف الكبيسي أن القوات الأمنية وأبناء العشائر «تمكنوا صباح اليوم (أمس)، من صد هجوم لتنظيم داعش بواسطة ثلاث مركبات مفخخة مدرعة يقودها انتحاريون حاولوا اقتحام مقر اللواء الثامن». وأوضح المسئول الذي مازال في المدينة، إن القوات الأمنية استخدمت صواريخ مضادة للدروع لتفجير المركبات، ما أدى لإصابة خمسة جنود. ويقع اللواء الثامن على مقربة من مقر عمليات الأنبار، ويعدان أبرز مقرين عسكريين في المدينة، ومن المواقع القليلة التي لاتزال بيد الحكومة. وأعلن التنظيم عبر «إذاعة البيان» التابعة له أمس، شن 13 عملية انتحارية أمس الأول (الجمعة) ضد مبان حكومية ومراكز أمنية ومحطة للكهرباء. وفي مسعى لمنع سقوط المدينة، أعلنت القوات العراقية إرسال تعزيزات وبدء هجوم مضاد بدعم من سلاح جو التحالف والجيش العراقي. إلا أن القوات لاتزال تتخذ مواقع دفاعية في المدينة، بحسب الكبيسي. وقال «القوات الأمنية في مدينة الرمادي تتخذ مواقع صد أمام هجمات تنظيم داعش وخاصة في مناطق المعلب ومقر عمليات الأنبار»، مشيراً إلى عدم «وجود أي عمليات عسكرية لاستعادة المناطق التي احتلها داعش». وتلقى العبادي الليلة قبل الماضية اتصالاً هاتفياً من نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، أعلن فيه الأخير «تسريع» تسليم أسلحة للعراق. وجاء في بيان للبيت الأبيض أن «نائب الرئيس أكد لرئيس الوزراء أن المساعدة الأمنية الأميركية المتواصلة والمتسارعة من أجل مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية»، ومنها أسلحة ثقيلة وذخائر. ونوه بايدن بقيادة العبادي «في فترة من التحديات الأمنية الكبرى من بينها هجوم الدولة الإسلامية اليوم (أمس الأول) على الرمادي». وقلل مسئول في التحالف الذي يشن ضربات جوية ضد التنظيم المتطرف في سورية والعراق، من شأن تقدم المتطرفين في الرمادي. وقال الجنرال الأميركي، توماس ويدلي إن التنظيم حقق سابقاً «نجاحات كبيرة ولكنها كانت مؤقتة ولم تستمر لوقت طويل»، مضيفاً «نعتقد جازمين أن التنظيم... هو في مرحلة دفاعية في العراق وسورية». وفي بعقوبة، أعلنت مصادر أمنية عراقية مقتل 18 مدنياً وإصابة 21 آخرين واختطاف 14 في سلسلة حوادث عنف متفرقة في بعقوبة. وأشارت المصادر إلى مقتل 13 مدنياً وإصابة 21 في انفجار ثلاث عبوات ناسفة بأحياء المعلمين والوثبة والزهراء في بعقوبة. ولفتت إلى مقتل خمسة مدنيين بنيران مسلحين في بعقوبة والمقدادية. وأشارت إلى أن مسلحين مجهولين اقتحموا قرية بلور في المقدادية فجر أمس وقاموا باختطاف 14 مدنياً بينهم طلاب جامعيين واقتيادهم إلى جهة مجهولة.