يعتقد كثيرون أن المنزل الذي يضم عناصر صديقة للبيئة، تغلفه الغرابة وتسوده أجواء من الرتابة، ويفتقد إلى النظام والترتيب. وبالتأكيد يحتاج من يظن ذلك إلى شيء يغير ظنونه، وليس هناك أفضل من شقة خاصة صممتها مصممة الديكور الإنجليزية فيكتوريا ميل في مدينة تشيلسي، والتي جعلتها مكاناً لإقامتها المؤقتة. صممت ميل شقتها الفاخرة بطراز دقيق للغاية، تسحر من يراها من النظرة الأولى، فيخلو التصميم من أي أخطاء، وعندما خططت المصممة لتحويلها إلى مكان صديق للبيئة، التزمت بتطبيق كل العوامل التي تجعلها بالفعل كذلك. تقول ميل: لا يحتاج المكان إلى أن يتكلم ليعرف عن مميزاته، إنما العبرة في تحويله إلى مكان يعمل بدرجة متقدمة من الكفاءة، من دون الانتقاص من جمال ودقة التصميم. تقع الشقة في أحد الأبنية التي تعود إلى العصر الفيكتوري، وتتكون من حجرتي نوم، وتستخدمها ميل استوديو تمارس فيه عملها كمصممة ديكور. وتركز بشكل عام في تصميماتها على أن تكون الأجزاء الداخلية متوافقة مع الاستدامة بيئياً. وفي أوقات الفراغ، تلجأ ميل إلى كوخ منعزل في ليك ديستريكت، وهي منطقة جبلية شمال غرب إنجلترا، وعنه تقول أعيش في هذا الكوخ شكلين متناقضين من أشكال الحياة، فأشعر بأن إحدى قدمي في الريف، والثانية في تشيلسي. وكان قرب الشقة من مركز التصميم في ميناء تشيلسي، ومن عدد من المنتزهات الرائعة في العاصمة البريطانية لندن، هو ما شجع ميل على شرائها، على الرغم من الكآبة التي بدت بها عندما رأتها للمرة الأولى. وابتكرت ميل، عدة أفكار بخصوص التصميم، كان أهمها إضفاء التناسق على الأماكن الخالية منها، وإرجاعها إلى سابق عهدها، من خلال إزالة الأسقف المعلقة، واستبدال التصميمات المعمارية البالية. كما أدخلت بعض التعديلات على أماكن الأثاث، لتضيف للمكان رونقاً وجمالاً، ويكسب من يراه إحساسا بالتناسق والتناغم. ولا يمكن أن تظهر فاعلية التغييرات الخضراء، التي أدخلتها ميل بوضوح حالياً، ولكن كان لها أثرها الكبير في جعل المكان يعمل بكفاءة عالية. فعلى سبيل المثال، قامت بإدخال بالون من نوع خاص داخل المدخنة، لتحتفظ بالحرارة، واستبدلت إطارات النوافذ عديمة الفائدة بأخرى مقاومة للتيارات الهوائية. كما قامت بتثبيت غلاية تعمل بنظام التكثيف، ومصابيح كهربية موفرة للطاقة، وصمامات شبه موصلة تحول التيار الكهربائي إلى أضواء خافتة. تقولميل، ربما تبدو هذه التغيرات بسيطة، لكنها بالفعل أحدثت اختلافاً كبيراً. وتميل ميل إلى استخدام المواد الطبيعية مثل الحجارة، والليف النباتي المستخرج من قشر جوز الهند، والكتان، والصوف، والخشب المعاد إصلاحه، والذي تستخدمه في صناعة بعض قطع الأثاث في شقتها، مثل الرفوف داكنة اللون. وتقول لو شعرت بأنني في حاجة لمساحة أكبر فما علي إلا قفل الأبواب المزدوجة، ولكنني أتركها مفتوحة أثناء العمل، فالعمل جزء جوهري في حياتي، وأحب التلاعب بالألوان وكان ذلك واضحاً في تصميماتي الأخيرة. ويبدو أن ميل متأثرة بشدة بالريف الإنجليزي، وبالساحل، وبدا ذلك واضحاً من الألوان التي طلت بها شقتها مثل البني، والكريمي، والأزرق المائي، التي تعكس تأثرها بالحياة قرب البحر. فتقول إنها اختارت هذه الألوان لأنها ترى لندن وقد غلفتها الغيوم، وربما تضفي الألوان على المكان مسحة مبهجة وتضيف إليه شعورا بالدفء. وترى أيضا أن القماش يلعب دوراً كبيراً مع قطع الأثاث، مثل منضدة الطعام الخشبية، والمقاعد. وتقول ميل إن التغيرات التي أدخلتها غيرت شكل الحياة داخل شقتها، فتلك الأريكة المكسوة بالكتان ذي اللون الأصفر الفاتح، وأرجلها المصنعة من الكروم تعطي إحساسا بأنها مصنعة من الجلد. وبعد إدخال التعديلات على كل مكان داخل الشقة، أصبحت الشقة كالتالي: }} حجرة المعيشة: تناسق ترتيب كل قطعة من الأثاث داخل الحجرة يعطي إحساساً بالهدوء، فالتلفاز مثبت في الحائط خلف الباب، مخفياً بعيداً عن الأنظار في حالة عدم استخدامه، كما أضفت عليها ملامحها الشخصية، بوضع تابلوهات في أركانها الأربعة. }} حجرة الطعام: مصنعة من الخشب المعاد إصلاحه، فالمنضدة تضاعف مساحة العمل في الحجرة، بينما المقاعد موضوعة بشكل لا يعيق الرؤية داخل المكان. }} المطبخ: تقول ميل، إنها أمضت أياماً تجرب فيها اللون المناسب للمطبخ، واستقرت في النهاية على اللون الرمادي للخزائن المصنوعة من الخشب القوي. }} الاستوديو: قامت ميل، بتثبيت لوحة من الفلين على أحد الجدران، لكي تتمكن من التلاعب في وضعية قطع القماش وورق الحائط، الذي ثبتت عليه صفحات من مجلات تحوي نماذج من تصميماتها، وتفاصيل حول مشاريعها في مجال التصميم الداخلي، أما الحائط الآخر، فثبتت عليه الأرفف ووضعت عليها مجموعات متنوعة من الكتب. }} حجرة النوم الرئيسية: الستائر والمرآة من الأشياء التي تركها المالك الأول للشقة لميل، ولكن لم تتركهما على ما كانتا عليه، إذ طالتهما التعديلات أيضا، ويوجد في الحجرة مشكاة منسدلة تشع ضوءاً يضفي على الحجرة جواً من الهدوء والرومانسية. }} حجرة نوم الضيوف: تمثل هذه الحجرة الحل الأمثل للتخزين، فتضع فيها ميل، سلالاً مصنعة من أغصان الأشجار المجدولة وعلَّاقات الحائط التي يسهل الوصول إليها، وتحرص على أن تكون هذه الحجرة مرتبة وجاهزة لاستقبال الضيوف في أي وقت. }} حمام الضيوف: معلق على حائط الحمام صورة موضوعة داخل إطار مصنع من الخشب المعاد إصلاحه، ويتناغم مع ألوان البلاط الذي يكسو أرضية الحجرة.