قصفت جماعة الحوثيين والقوات الموالية لها في الجيش اليمني أحياء سكنية في تعز بالمدفعية والدبابات، رغم تحذير التحالف العربي من نفاد صبره إزاء خروق للهدنة الإنسانية على أيدي مسلحي الجماعة. وصدّت المقاومة الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي زحفاً حوثياً على مواقع لها في المدينة، في حين سجّلت مواجهات في مأرب. (للمزيد). في غضون ذلك، حضّت الأمم المتحدة على «تبسيط» إجراءات التفتيش التي يفرضها التحالف، في إطار الحظر الجوي والبحري المفروض على اليمن، لمنع وصول أسلحة إلى الحوثيين. وجدّدت إيران أمس رفضها السماح بتفتيش «سفينة النجاة» التي أعلنت أنها تنقل مساعدات للشعب اليمني. وقال الناطق باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) حسين نقوي أن إيران لن تسمح بتفتيش السفينة، رافضاً اتهامات لبلاده بالتدخُّل في الشؤون الداخلية اليمنية. وذكر نقوي أن إيران لن تحتاج إلی ترخيص من أحد لإرسال مساعداتها للشعب اليمني و «ستصل السفينة الی اليمن من دون السماح بتفتيشها أو اعتراضها». وأفادت جمعية الهلال الأحمر الإيراني التي تشرف علی سفينة المساعدات بأنها دخلت المياه الإقليمية العُمانية وستصل الی ميناء صلالة ثمّ تقرر اتجاه رحلتها. وأكّدت ان السفينة لم تتعرض لأي تفتيش من أية جهة، في حين ذكرت المصادر الإيرانية ان السفينة ستصل الی إحدی الموانیء اليمنية الأربعاء المقبل. واتصل مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان امس بمبعوث الرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف مطالباً بحض الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على تكثيف المساعدات الإنسانية للشعب اليمني جواً. وأفادت مصادر وزارة الخارجية الإيرانية بأن عبد اللهيان اتصل هاتفياً بمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل الشيخ، موضحاً «الجهود الإيرانية الرامية لتقديم المساعدات للشعب اليمني» وداعياً إلى استعجال تقديم المساعدات الدولية. في جنيف (رويترز) حض منسق العمليات الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، يوهانس فان دير كلاوف التحالف على تخفيف نظام التفتيش. وقال عبر دائرة إذاعية من صنعاء ان استيراد الوقود بالغ الأهمية لكي تعمل مولدات المستشفيات ومضخات المياه والنظام الصحي. ورأى أن «حظر الأسلحة ونظام التفتيش المترتب عليه يسفران عن عدم وصول السلع التجارية جواً أو بحراً. نظام التفتيش بحاجة الى تبسيط، ليكون أسرع حتى يمكن استئناف استيراد السلع التجارية والإنسانية من الوقود والطعام والضروريات التي تدعم الحياة». وفي ثالث أيام الهدنة الإنسانية في اليمن، تواصلت المواجهات أمس في مدينة تعز بين ميليشيا جماعة الحوثيين وقوات الجيش المساندة لهم من جهة، ومسلحي المقاومة المؤيدين لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، ما أدى إلى مقتل 15 شخصاً من الطرفين، في وقت شهدت الجبهات في عدن ولحج وشبوة والضالع هدوءاً نسبياً ومواجهات محدودة في مأرب، مع استمرار تدفُّق المشتقات النفطية والإغاثة على صنعاء وبقية المدن. وفيما توعّدت قيادة المقاومة الجنوبية في مدينة عدن بالاستمرار في مواجهة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح، حتى تحرير كل مناطق الجنوب، أطلق حزب «المؤتمر الشعبي» الذي يتزعمه صالح تحذيرات لقياداته في الخارج والداخل من تبنّي أي مواقف أو تصريحات من دون تفويض من الهيئات الرسمية للحزب. جاء ذلك على خلفية الحراك المتواصل لقيادات بارزة في الخارج، تحاول إعادة تنظيم «المؤتمر» بعيداً من هيمنة صالح. وأفادت مصادر المقاومة في تعز (جنوب غرب) بأنها صدّت زحفاً حوثياً على مواقع لها في المدينة، وأكدت قصف مسلحي الجماعة والقوات الموالية لها الأحياء السكنية بالدبابات والمدفعية بعد فشلها في اقتحامها. وأضافت أن 12 حوثياً قُتِلوا في مواجهات أمس التي تركزت في صبر وأحياء حوض الأشراف والأشبط والإخوة. وتحدّثت مصادر عن مواجهات استُخدِمت فيها الأسلحة الثقيلة في جبهة صرواح غرب مأرب، بخاصة في مناطق العطيف والجبينة والطلعة الحمراء، بين الحوثيين والقوات الموالية لهم من جهة، ومسلحي القبائل وأنصار هادي من جهة أخرى، ما أدى إلى مقتل أربعة وجرح خمسة. وأضافت المصادر أن الجبهة الأخرى في مأرب في منطقة الجدعان شهدت هدوءاً نسبياً، بعد وساطة قبلية لوقف القتال والسماح بمرور ناقلات نفط وغاز آتية من مصفاة مأرب. وشهدت جبهات عدن والضالع وأبين وشبوة ولحج قصفاً متبادلاً بين الحوثيين وأنصار هادي، وسط اتهامات لمسلحي الجماعة بخرق الهدنة، واستمرار محاولاتهم للسيطرة على أحياء عدن الشمالية والغربية، في مديريات دار سعد والمنصور والشيخ عثمان وصلاح الدين والبريقة. القيادي في المقاومة الجنوبية في عدن نايف البكري أنذر الحوثيين والقوات الموالية لصالح مؤكداً أن لا تراجع عن المقاومة التي باتت صفوفها أكثر تنظيماً. ومع بدء تدفق المشتقات النفطية على صنعاء وبقية المدن، دبّت حركة في الشوارع أمس في ظل طوابير طويلة من السيارات أمام محطات الوقود.