ناقش الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم (السبت) مع كبار المسؤولين في البلاد نزوح مسيحيين من محافظة شمال سيناء بعد اعتداءات عليهم من جانب تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الذي تنشط عناصر موالية له في المحافظة. وقال الناطق الرئاسي علاء يوسف إن المشكلة نوقشت في اجتماع ضم إلى جانب السيسي رئيس الوزراء شريف إسماعيل ومحافظ البنك المركزي طارق عامر ووزراء الدفاع والخارجية والداخلية والعدل والمال ورئيسي الاستخبارات العامة وهيئة الرقابة الإدارية. وأضاف أن إجراءات اتخذت لإسكان النازحين إلى محافظة الإسماعيلية المجاورة «إلى حين الانتهاء من التعامل مع العناصر الإرهابية». وتابع الناطق يقول إن السيسي أصدر توجيهات للحكومة «باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتسهيل إقامة المواطنين في المناطق التي انتقلوا إليها وتذليل أي عقبات قد تواجههم». وقتل سبعة مسيحيين في هجمات للتنظيم المتطرف في مدينة العريش عاصمة المحافظة في ثلاثة أسابيع خمسة منهم بالرصاص والسادس بقطع الرأس والسابع بالحرق. وأعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجمات وهدد في شريط مصور في 19 شباط (فبراير) الجاري في شأن هجوم على الكنيسة البطرسية الملحقة بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في القاهرة، باستهداف المسيحيين المصريين. وقتل في هجوم الكنيسة الذي وقع في كانون الأول (ديسمبر) حوالى 30 مسيحياً. ويمثل مسلحو تنظيم «الدولة الإسلامية» في شمال سيناء تحدياً أمنياً للحكومة وأعلنوا مسؤوليتهم خلال السنوات الثلاث الماضية عن عدد من الهجمات المميتة في القاهرة ومدن أخرى في وادي ودلتا النيل. ومنذ منتصف 2013 قتلوا المئات من رجال الجيش والشرطة في هجمات في شمال سيناء. وقتلوا مدنيين اتهموهم بالتعاون مع الجيش والشرطة. وذكرت وكالة أنباء «الشرق الأوسط» الرسمية أن محافظ شمال سيناء عبد الفتاح حرحور أصدر اليوم قراراً بتشكيل غرفة عمليات في ديوان عام المحافظة «تقوم بالاتصال مع (المسؤولين) المعنيين لتقديم أنواع الدعم المطلوب كافة لهم (المسيحيون) والعمل على تلبية احتياجاتهم». وقال مسؤولون وسكان إن مسيحيين واصلوا اليوم الانتقال إلى محافظات أخرى وإن ديوان عام محافظة شمال سيناء يقدم تسهيلات للراغبين في ترك العريش. وأضافوا أن جثة مسيحي قتل الخميس في منزله بالعريش أمام أطفاله الخمسة نقلت اليوم إلى مسقط رأسه في محافظة الدقهلية في دلتا النيل. وكان المسلحون أشعلوا النار أيضاً في منزل القتيل. وقال الناطق باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كبرى الكنائس المصرية القس بولس حليم في صفحته على «فايسبوك» اليوم، إن وزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي بحثت مع أسقف الإسماعيلية الأنبا سارافيم ومحافظ الإسماعيلية ياسين طاهر احتياجات الأسر المسيحية النازحة من شمال سيناء. وأضاف الناطق أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية سهلت إسكان أكثر من 200 نازح مسيحي في حين استقبلت الكنيسة الإنجيلية 37 نازحاً. وقال «مجلس كنائس مصر» في بيان نشرته وكالة «الشرق الأوسط» إنه «يتابع بمزيد من الأسى والقلق ما يحدث في العريش لمواطنين مصريين مسيحيين من قتل وتهجير واعتداء على الممتلكات». وأضاف «نثق أن الدولة قادرة على التعامل مع هذه الأزمة ونتطلع إلى عودة هؤلاء المهجرين إلى بيوتهم وأعمالهم في أسرع وقت وتدبير كل ما يلزم لإنهاء معاناتهم». ونقلت الوكالة تأكيد مسؤول أمني أن الأجهزة الأمنية لم تطلب من المسيحيين مغادرة شمال سيناء. وقال إن قوات إنفاذ القانون من القوات المسلحة والشرطة تقوم بدورها «في مكافحة الإرهاب ومطاردة فلوله واتخاذ إجراءات تأمين جموع المواطنين في شمال سيناء ومنازلهم». وفي حادث منفصل، قالت مصادر أمنية إن مسلحين يشتبه بأنهم موالون لـ «داعش» خطفوا رجلاً من سوق مدينة رفح الحدودية اليوم ثم عثر على جثته مقتولاً بالرصاص مرتدياً زي الإعدام البرتقالي الذي يستخدمه تنظيم «الدولة الإسلامية» قبل قتل من يقول إنهم متعاونون مع الجيش والشرطة. ويقول الجيش إنه قتل مئات من مسلحي التنظيم المتطرف خلال السنوات الماضية في الحملة التي تشارك فيها الشرطة.