×
محافظة المنطقة الشرقية

إنذار 128 مطبخاً ومطعماً شرق الدمام

صورة الخبر

الشارقة : فدوى إبراهيم ما زلنا نعيش بهجة عيد الفطر، تلك التي تلون الوجوه والنفوس لاستقبال أيامه، بعد انتهاء شهر رمضان المبارك، مكافأة للصائمين، وخروجاً من نمط في العيش استمر ثلاثين يوماً إلى نمط آخر مختلف. وإذا كان العيد يرتبط لدى المجتمعات العربية والإسلامية بالبهجة والسعادة، فإن لكل مجتمع منها عادات خاصة في استقبال هذه المناسبة السعيدة، يمارسها أفراده في بلدهم الأم ويحملونها معهم إذا أقاموا في بلد آخر. لكن مهما اختلفت هذه العادات من مجتمع إلى آخر، تبقى الفرحة عاملاً مشتركاً بين الجميع. في دولة الإمارات تحرص العائلات والأسر، رغم تنوع الجنسيات، على الحفاظ على تقاليدهم وعاداتهم في استقبال العيد، فبالنسبة إليهم لا تكتمل فرحة العيد دونها، مثل زيارة الأهل والأقارب، التي قد يعوضها المغتربون بزيارة الجيران والمعارف، وشراء الملابس الجديدة، وإعداد أو شراء الكعك والحلويات، وخروج الأطفال للتنزه واللعب، بعد الحصول على العيدية والإصرار غالباً على إنفاقها. أهم ما يميز عادات عيد الفطر لدى مواطني الإمارات، زيارة الأهل والأقارب بعد تناول وجبة الإفطار. تقول سلامة راشد: مر المجتمع الإماراتي بعدد من التغيرات التي أحدثتها رفاهية العيش، إلا أن تلك التغيرات لم تنل من أصالة العادات الخاصة بعيد الفطر السعيد، بل أضافت إليها، فزادت على سبيل المثال قيمة عيدية الأطفال، وأضيف بعض الأطباق إلى وجبات العيد. فوجبة الإفطار هي ذاتها وتتضمن عادة الدنجو والباجلة والهريس والبلاليط والأجبان والعسل، مع بعض الإضافات، لتظل تقليداً له نكهته الخاصة. كذلك تناول وجبة الغداء في بيت الأسرة الكبير، في تجمع يشعر الجميع ببهجة العيد.وتشير راشد إلى أن الحرص على ارتداء الملابس ذات الطابع التراثي من أساسيات الاحتفال، وخصوصاً الأطفال الذين يحرص أهلوهم على تعويدهم ارتداء تلك الملابس لربطهم بتراثهم وثقافتهم. من العادات التي يكاد يكون من المتفق عليها عربياً، كعك العيد، إذ تحرص الأسر على إعداده بمختلف أنواعه؛ المعمول وكعك التمر والبرازق والكليجة، لتقديمه للضيوف، وتبادل إهدائه إلى الأهل والجيران، هالة لطفي، مصرية، تقول: أبرز ما نحرص عليه في بلدي مصر إعداد كعك العيد، وغالباً ما تشترك في ذلك نساء الأقارب والجيران، لكن هنا في الدولة، إن لم نجد من يشاركنا نحاول إعداده بأنفسنا. وعادة ما يتم تجهيز الكعك قبل العيد بعدة أيام، وصباح أول أيام العيد، نفطر ببعض منه مع الشاي. أمّا على الغداء فغالباً ما يتم تناول السمك الفسيخ أو الأسماك المملحة، لكسر روتين الأطعمة الدسمة التي استمر إعدادها طوال شهر رمضان، حتى أن حرص بعض المقيمين من المصريين على تناول تلك الأطعمة، يدفعهم إلى جلبها من بلدهم الأم، لما لها من ارتباط يذكرهم بأجواء العيد. مضيفة أن هناك من يعلنون عن قدرتهم على توفير وتوصيل تلك الأطعمة إلى الأسر المقيمة هنا في الدولة.تشير هنا شلفاوي، أردنية، إلى أن زيارة الأهل والأقارب والمعارف في أيام العيد من أهم العادات؛ إذ تعد صلة الأرحام دليلاً على عدم انقطاع عمل الخير بانتهاء شهر رمضان، بل اتصاله بالفطر، كما أن هذه الزيارات من السمات المشتركة بين الدول العربية جميعاً. تقول: من خلال صداقتي ومعرفتي بالعديدين من مختلف الجنسيات العربية هنا في الدولة، لاحظت أن وجبات الطعام في العيد تختلف باختلاف الجنسيات، لكنها تشترك في أنها تراثية، فلا وجبات جاهزة ولا عصرية إلا ما ندر، إذ تحرص كل جنسية على أن تستدعي أبرز الأطباق التي تذكرها برائحة طهي الأمهات والجدات. مضيفة: من عاداتنا مثلاً في الأردن تناول وجبة فطور مكونة من اللحم أو الكبدة، والغداء منسف، وزيارة الأهل والأقارب بعد الفطور، واستقبال الزوار بعد الغداء. للسودانيين خصوصيتهم، فهم من المجتمعات التي تحرص على الحفاظ على عاداتها أينما كانوا، وهذا ما يؤكده محمد الحاج، الذي يقول إن وجبات الطعام مميزة النكهة، وعيادة المرضى، وصلة الأرحام، هي من أهم ما يميز عادات السودانيين في عيد الفطر، الذين يحرصون خلال أيام عيد الفطر على الاجتماع في الدولة، لإحياء هذه العادات. يضيف: من أبرز المأكولات التي نحرص كسودانيين على تناولها الكسرة ولقمة مرة مع تقلية وعصيدة مخمرة، وبالطبع تختلف الأكلات من منطقة لأخرى، لاتساع السودان وتنوع ثقافاته. من العادات التي تحرص عليها بعض الأسر تجديد ديكور المنزل، ولا يعني ذلك بالضرورة شراء الجديد، بقدر ما يعني الحرص على منح المنزل بريقاً مختلفاً، يشعر بقدوم العيد، وكما قامت علياء نائل، فلسطينية، بتزيين منزلها لاستقبال شهر رمضان، عملت على التغيير إلى زينة مناسبة للعيد، تقول: أثناء تسوقي الملابس لطفلتي كل عام، أحرص على اختيار كل ما هو جديد وملائم لاستقبال العيد في منزلي، ولكن ذلك يعتمد على الميزانية المالية التي أملكها، فإن كانت كافية أقتني قطعاً جديدة من الأثاث، وإن لم تكن كذلك أقوم بتجديد ما يمكن تجديده، وكذلك شراء الأطباق المميزة لكعك العيد، وأتبرع بالقديم فأكون بذلك قد كسبت فرحة غيري أيضاً.