يستعد مبعوث الأمم المتحدة لسوريا، ستيفان دي ميستورا، لمحاولة أخرى لإنهاء الصراع، إلا أن نهجه الحالي يقترب من التهور. ربما توقع أحدهم أنه بصفته المبعوث الدولي الثالث للأزمة، فإنه سيؤدي واجبه ليتجنب أي مزالق. وبالنسبة إلى تعزيز فكرة وقف إطلاق النار على النطاق المحلي، وتجميد القتال في حلب، فقد أهدر المبعوث الأمم المتحدة الدولي فرصاً كبيرة. ففي فبراير الماضي، أثار ستيفان دي ميستورا، ضجة، عند حديثه عن الرئيس السوري بشار الأسد، بكونه جزءاً من الحل، قبل توضيح تصريحاته من خلال إعادة تأكيد التزامه بصيغة بيان جنيف لعام 2012. وأخيراً، أقدم مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستيفان دي ميستورا، على فعل ذلك مرة أخرى، بحجة أنه ينبغي دعوة إيران لمؤتمر جنيف المقبل، لمجموعة من المناقشات حول مستقبل سوريا، لأن لدى الجمهورية الإسلامية نفوذاً في سوريا، وتأثيراً على ما يجري. وبهذا المنطق، ووفقاً لمنطق نظام الرئيس السوري بشار الأسد، فإن مؤامرة عالمية تحاك ضد العاصمة السورية دمشق، إلى جانب عشرات الدول التي لها تأثير في الحرب. وعلى سبيل المثال، هل سيكون ستيفان دي ميستورا مرتاحاً ليخبر مسؤولين سوريين، بأنه ستتم دعوة إسرائيل لمؤتمر جنيف 3، لأن لها تأثيراً في مجرى الأحداث؟. تعتبر تصريحات ستيفان دي ميستورا، إشارة إلى وجود نمط نهج خطير، من النوع الذي يشير، إما للإهمال الشديد أو لخطة متعمدة لإطالة أمد الصراع. وإلى حد كبير، كانت الأمم المتحدة غير قادرة على إنفاذ قراراتها بشأن الأسلحة الكيميائية، ووصول المعونات. ويمكنها حالياً إضافة أخطاء مبعوث السلام الخاص بها لقائمة طويلة من خيبات الأمل التي لها عواقب وخيمة على الملايين.