×
محافظة المنطقة الشرقية

التسهيلات المحفزة تستقطب استثمارات في قطاع شقق التمليك

صورة الخبر

تعرفت عليه في مناسبة عامة ودعاني لزيارة مزرعته، وذهبت إلى هناك وكانت كلها عبارة عن حظيرة للنعام، وسألته تأدبا: ماذا تفعل بهذه الاعداد من النعام؟!، فقال: انها تجارتي، فسألته مرة أخرى: هل تبيع بيضها أم تأكله؟!، فضحك من سذاجتي وقال: ابيع بيضها ايه (يا عبيط)؟!، إنني لا آكل ولا افرط ببيضة واحدة، فكل بيضة يا محترم تساوي وزنها ذهبا، تعال معي، وجرني معه من سبابة يدي اليمنى، ودخلنا إلى صالة كبيرة وكأننا في مستشفى، وكلها عبارة عن (فقاسات) تحوى الآلاف من بيض النعام، وكل بيضة لو ضربت بها رأس كافر اسلم. وأردف قائلا لي: لقد ثبت أخيرا أن لحم النعام هو افضل لحم يمكن أن يتناوله الإنسان بأقل قدر من المخاطر الصحية، ما رأيك أن نتناول الليلة سويا العشاء على نعامة؟!، فجفلت من اقتراحه، وعبرت عن ذلك بقفزة صغيرة من قدمي متراجعا للخلف، (فسخسخ) من الضحك على حركتي تلك ويبدو أنه استلطفني لذلك (رفع الكلفة) بيني وبينه والدلالة على ذلك عندما قال لي: اسمح لي للمرة الثانية أن أقول لك: يا عبيط، انت لا تعرف شيئا، فقلت له: شكرا على الإطراء، فقال: آسف لو كنت جرحتك، ولكنني فقط اريد أن أفهمك أن النعامة في هذا العالم مظلومة ولم تعط حق قدرها، فقلت له: كل كلامك ومزرعتك ونعامك وبيضك على عيني وعلى رأسي، ولكنني لا أقبل أن آكل نعامة خصوصا عندما أتخيل (عصاقيلها) الطويلة، ورقبتها الأطول، فقال لي هل تفهم يا اخي -والحمد لله إنه هذه المرة نسى كلمة العبيط- هل تفهم أن عظام سيقانها مع عظام رقبتها تطبخ منها أفضل وأغلى شوربة في أرقى مطاعم العالم؟!، وإذا كنت لا تصدقني فاذهب إلى مطعم (مكسيم) في باريس او مطعم (ايفى) في لندن، أو مطعم (الن دوكاس) في نيويورك واطلب هذه الشوربة وسوف تصدق كلامي وتتذكرني، بل وتدعو لي بطول العمر. المهم (ما صدقت على الله)، أن ودعته مع نعامه، وذهبت إلى فندقي الذي انزل به، وفي تمام الساعة السابعة وقبل أن اصحو من نومي، وإذا بباب غرفتي يقرع، وعندما فتحت أعطاني الخادم طردا، وعندما فضضته وإذا به (سمبوسك) مجلدة من لحم النعام، بعث بها لي صاحب المزرعة كهدية، وأهديتها بدوري في ثاني يوم لأحد الأصدقاء، اكلها هو وعياله، ولا أدري ماذا حل بهم؟! غير أن ذلك الصديق اتصل بي بعد يومين وقال لي: هل تصدق أننا بعد أن أكلنا (السمبوسك) أصبحت مشية زوجتي تشبه مشية النعامة؟!