بينك وبين حلمك مسافة لن تكون مرصوفة بالورد إنما صعاب وعراقيل من ضيق الزمان أو تعنت البشر.. تحديات بعضها يمكن قفزه والبعض سيأخذ من وقتك وآخر سيحجبك تماماً أو يحبسك في نقطة شائكة أو محيرة.. وخلاصك من ذلك كله مرهون بقدرتك على التركيز نحو مكان الهدف وإن كان يبدو بعيداً.. هذه الوضعية تحمي همتك من التراجع وتُبقي هامتك عالية لا تحنيها مفاجآت الطريق.. ومهما تعكر مدى الرؤية سيبقى حلمك واضحاً بكل تفاصيله. في طريقك سيزعجك الجبان المحبوس بين أشباحه بحجة الخوف عليك.. وسيقف في وجهك عاشق الوصاية حتى لا تخرج عن مدى منفعته الشخصية.. وسيزعجك الثرثار ليشتت انتباهك.. وسترى الوقت يتسرب منك ويعدك بجفاف الموارد.. ويراقبك لص الفرص لينال منك ما يستطيع سرقته.. وتصادفك منعطفات تؤخر لحظة الوصول المتوقعة.. وستجد قوانين قد لا تقتنع بأسبابها.. وسيأتيك من مكان غير متوقع صوت كاذب عن محدودية الخيارات المتاحة.. وقد يكون أحب الناس إليك عائقاً بخوفه من فقدك أو غيرته.. ولسوف تسمع من المشككين بك وبقدراتك ما يمكنه أن ينزل عليك كصاعقة تشل حركتك.. رغم أنك لست بحاجة لإثبات نفسك لأحد.. فالمهم والأهم إيمانك بنفسك وبحلمك. ستتعلم كيف تكون أصم عن الوصايا الجبانة.. وكيف تكون أعمى أمام بشاعة «اللف والدوران».. وكيف تكون أبكم في حضرة المتطرف برأيه عندما تكون السلطة بيده فلست مجبراً أن تكذب وتنافق.. أو تتحدى وتجادل.. وستعرف كيف تقول خلاف ما في صدرك وعقلك عندما تكون الكلمة سبباً لنفيك أو رفضك.. افعلها دون أن تتهم نفسك.. فسياسة ما يطلبه المستمعون تكون في بعض المواضع غاية الحكمة والذكاء.. خصوصاً عندما تكون كلمتك مجرد إثارة لعدو جديد لست بحاجة لخوض معركة معه. وعندما تصيبك سهام الغدر أو قطاع الطرق أو الخيبة.. إياك أن تلعق جراحك.. تعلم كيف تضغط على جرحك وتكمل مسيرتك دون أن تلتفت وراءك.. وحتى لا تمنحهم فرصة الغفلة ويجهزوا عليك.. أن تمشي ببطء وتتحمل وجعك.. خير من أن تصبح كسيحاً أو تموت مغدوراً.. سيمر كل ألم إن سمحت له ولم تتمسك بجلد ذاتك أو اجترار أحزانك.. دعه يذهب بل اطرده إن أبى الذهاب.. فأغلب الحزن ينتظر منك لحظة العتق من صحبتك.