جدة الشرق شدد صحافيون وإعلاميون عرب من مؤسسات إعلامية خليجية وعربية ودولية مختلفة، على أن العمل الثقافي الذي تقدمه وزارة التعليم السعودية، ممثلة بملحقيتها الثقافية في الإمارات، أعاد للأذهان القوة الثقافية، والرسالة التي تتبناها الدول لنشر ثقافتها وحضارتها ورسالاتها في محافل مثل معارض الكتاب الدولية. وأبدى عدد منهم خلال مشاركتهم في جلسة ثقافية أقيمت ضمن فعاليات الصالون الثقافي السعودي، في جناح المملكة المشارك في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، إعجابهم بالجناح، مشيدين بالنهضة الثقافية والفكرية التي تشهدها المملكة، والمكانة التي تحتلها على المستوى الدولي، ومثنين على محتويات الجناح التي تجسد المنجزات التي حققتها السعودية. وأجمع المشاركون في الجلسة على أن تعدد فعاليات الجناح، واهتمامها بجوانب ثقافية وحضارية متعددة، ساهم في حضور المملكة، بثقافتها وحضارتها وتراثها المعرفي، بقوة إلى جانب 63 دولة أخرى في المعرض، الذي ينظم في العاصمة الإماراتية على صالات مركز أبوظبي الوطني للمعارض، حتى الأربعاء المقبل. وشهدت الجلسة نقاشاً عن جوانب الثقافة العربية ودورها في إحداث نقلة نوعية في فكر المتلقي العربي، إضافة إلى استعراض المشاركين عدداً من التجارب الصحفية في فترات مختلفة، وحديثاً عن عدد من الملاحق الثقافية التي تلعب دوراً في تشكيل ذائقة المجتمع فنياً وإنسانياً. واتفق المشاركون على أن أركان الثقافة وملاحقها في الصحف تعيش أزمة ولا تعكس حقيقة الإبداع، لافتين إلى ضرورة تبني خامات الثقافة الشابة الجديدة، وزيادة عدد صفحات الملاحق الثقافية، وصولاً إلى «قاعدة ثقافية» تجمع بين البعد الصحافي والهم الثقافي٬ وتعكس على الأقل جانباً من الحراك الثقافي النشط محلياً وعربياً وعالمياً، وهي ما ساهمت سابقاً في ارتقاء عدد من التجارب الإعلامية في بدايـة الثمـانينيات ومنتصف التسعينيات، التي شهدت منافسة شديدة بين الكتاب من أجل الفوز بمكان في الملاحق والمجلات الثقافية التي كانت تصدر حينها، وهي الفترة الذهبية في العمل الثقافي في الصحافة. وخلصت الجلسة، التي أدارها مدير الشؤون الثقافية في الملحقية السعودية بالإمارات، الدكتور محمد المسعودي، إلى أن هناك غياباً ملحوظاً للشأن الثقافي في الصحف العربية، بالإضافة إلى الصعوبات التي تواجه عمل الملاحق الثقافية من ضغوط كتابية وتقليص في الصفحات، إلى جانب دخول صفحات الثقافة الإلكترونية، وأخذها حيزاً متقدماً من التنفيذ على صعيد الإعلام الإلكتروني. يذكر أن الجلسة حضرها عدد من المثقفين البارزين، ومشرفو ملاحق ثقافية في عدد من الصحف العربية، منهم الكاتب السوري مازن العليوي، والكاتب الأردني يوسف أبو لوز، والكاتب التونسي ساسي جبيل، والشاعر السعودي عبدالله الصيخان، والإعلامي السعودي علي القحيص.