×
محافظة المنطقة الشرقية

العائد الاستثماري لقطاع الضيافة في دبي الأعلى في المنطقة

صورة الخبر

الحراك غير المسبوق للم الشمل الخليجي والعربي واتباع سياسة الحزم في الداخل والخارج وضمان الدعم الدولي الذي يقوده الملك سلمان – حفظه الله – أصبح علامة بارزة في عهده الميمون – وهو بذلك يستجيب لنداء الكرامة والعزة العربية الإسلامية التي انتهكت من قبل التحالف الإيراني الصهيوني الذي تم الاتفاق من خلاله على أن يستعيد الفرس امبراطوريتهم ودورهم ومجدهم المفقود في المنطقة ويستعيد الروم ممثلين في إسرائيل الكبرى دورهم أيضاً في المنطقة. هذا وقد استخدموا الطائفية وسيلة لتدمير العرب وجعلهم يتقاتلون مع بعضهم البعض. إن الكأس التي سقتها إيران لكل من العراق وسورية ولبنان واليمن يجب أن تشرب منها حتى تفيق، وهذا يعني أن إشغال إيران بمشاكلها الداخلية خير وسيلة لكف شرها، وهذا يعني أيضاً أن تحويل إيران من موقع المهاجم إلى موقع المدافع هو خير وسيلة للتخلص من حراكها وتدخلاتها وتصدير ثورتها الفارسية من المعروف أن مصطلح الطائفية يعني الانتماء لطائفة معينة دينية أو اجتماعية وفي الغالب ليست عرقية حيث يمكن أن يجتمع عدد من القوميات والأعراق في طائفة واحدة مثل طائفة المسلمين وطائفة المسيحيين وغيرها من الطوائف التي يضمها إطار واحد كما أن الطائفة الواحدة يمكن أن تتشظى إلى عدد من الطوائف والانتماءات. أما الصراع بين الطوائف فهو قديم قدم التاريخ وخير شاهد على ذلك ما حدث في أوروبا في العصور الوسطى من صراع بين البروتستانت والكاثوليك والأرثودوكس والكاثوليك كما أن الانقسامات الطائفية بين المسلمين كانت من أكبر العوائق التي حالت بين المسلمين واستمرار أمجادهم، ليس هذا وحسب بل إن تلك الانقسامات كانت السبب في تخلفهم وفقدانهم لزمام المبادرة لأنهم كانوا مشغولين في الصراع الطائفي الذي كانت نتيجته دائماً الخسران والهوان على الناس وهاهم المسلمون يكررون الخطأ مرة أخرى بتشجيع ومؤازرة من نفس الأطراف الفاعلة في العصر القديم. في العصر الحديث تم نزع الطائفية من مشهد الصراع في كل من أوروبا وأميركا وغيرها من الدول ولم يبقَ إلا الصراع على المصالح التي لا يمكن الوصول إلى حل لها لأن صراع القوة جزء من ناموس الحياة على الأرض حيث الأقوى يحاول دائماً أن يتحكم بالأضعف وفي سبيل ذلك يتم استخدام كل الوسائل والسبل التي تضعف الخصم وتهدد كيانه. وبما ان العالم الإسلامي يعتبر قوة جبارة بعدده ومعتقده ومصادره وموقعه وإيمانه لذلك تحرك جهابذة أصحاب المصالح من داخله وخارجه وأوغلوا في العمل على تفريق الأمة وتصنيفها إما عرقياً أو طائفياً ناهيك عن افتتان البعض بالماضي التليد وإمكانية إحيائه من جديد، ولتحقيق تلك الأهداف عادوا للتاريخ واستسقوا منه أسباب الخلاف ووسائل تأجيج الصراع فوجدوا أن الصراع الطائفي كان من أهم أسباب انتكاس هذه الأمة وفقدان توازنها فعملوا على إحيائه بكل الوسائل والسبل سواء كانت إعلامية أو سلطوية أو تحت مطالبات براقة أو تحريضية أو غيرها. ليس هذا وحسب بل ان صاحب المصلحة الكبرى في هذا التأجيج الطائفي وجد فيها بغيته لتحقيق توسعه وهيمنته وإعادة أمجاده الغابرة، وأعني بذلك إيران التي تسعى الى خلق امبراطورية فارسية على حساب العالم العربي والإسلامي مبتدئة بالعراق وسورية ولبنان واليمن. وذلك في غفلة من أصحاب الشأن. والإيرانيون اليوم يستخدمون الطائفية كوسيلة لتحقيق أهداف سياسية ولا أدل على ذلك من أنهم قاموا في فرض اللغة الفارسية على سكان منطقة الأحواز العرب التي احتلوها قبل (90) عاماً وعملوا ويعملون كل ما في وسعهم للقضاء على جميع مظاهر وجذور منطقة الأحواز العربية تاريخياً ولغوياً وعقائدياً وتراثا وآثارا وعادات وتقاليد. كما قاموا باستغلال ثروات تلك المنطقة وعمروا بها سائر بلاد فارس باشتثناء الأحواز التي تعاني من تخلف التعمير والتعليم والصحة وغير ذلك ناهيك عن عملية إحلال العنصر الفارسي مكان السكان العرب الأصليين سنتهم وشيعتهم على حد سواء وذلك إمعاناً في إهانة ذوي الأصول العربية بغض النظر عن انتمائهم. اليوم تطبق إيران الأسلوب نفسه بصورة أسرع وتيرة في جنوب العراق حيث يتم جلب مهاجرين من أفغانستان وباكستان وإيران ويرغمون سكان تلك المدن العرب سواء كانوا سنة او شيعة على البيع لهؤلاء المهاجرين وذلك لضمان استمرار تمركز وتغلغل النفوذ الفارسي هناك وفي نفس الوقت يشنون حرباً لا هوادة فيها ضد مناطق السنة في العراق وذلك لضمان أن لا يوجد معارض لهم في أرض العراق انهم يدعون ان العراق لهم. هذا بالإضافة إلى انهم أيضا يحاربون الى جانب قوات الأسد ويقتلون السوريين كما أسسوا حزب الله في لبنان الذي اختطف لبنان إمعانا في مد نفوذهم نحو البحر الأبيض المتوسط. واليوم هم يشقون وحدة الشعب اليمني من خلال دعم الحوثيين الذين يقتلون أبناء الشعب اليمني بدم بارد من خلال القصف العشوائي للمساكن والمستشفيات، إنهم يستهدفون المدنيين. نعم إيران تسعى للتوسع وخلق إمبراطورية فارسية على حساب العرب سنة وشيعة، إنهم يستخدمون الطائفية كوسيلة لإحداث الاقتتال بين الطوائف العربية هناك لتحقيق غايتهم وعندما تتحقق سوف يتنكرون للوسيلة ويظهرون على حقيقتهم التي تكره العرب سنتهم وشيعتهم على حد سواء ويقلبون ظهر المجن لمن حالفهم من العرب. نعم إن ايران تستخدم الطائفية وسيلة وليست غاية ومن لا يصدق ذلك يسأل شيعة العراق هل وضعهم اليوم أفضل أم وضعهم أيام صدام حسين على سوئه. بالطبع الجميع ما عدا المنتفعين من القادة سوف يكون جوابهم إن وضعهم كان في الماضي أفضل مما هو عليه في الحاضر. وهذا بالطبع يعطي درساً تطبيقياً لمن اغتر بدعايتهم وادعائهم. نعم إن ايران تسعى لتحقيق مصالح ومكاسب دنياوية ليس للتدين والدين فيهما إلا المظهر والتستر فهدفهم إحياء إمبراطورية فارس والانتقام من العرب الذين أزالوها من الوجود وبسبب ذلك يكرهون الخلفاء الراشدين الذين فتحت بلاد فارس في عهدهم. إن الأطراف الشيعية الوطنية والمعتدلة تعرف ذلك ولا أدل على ذلك من ان المرجع الشيعي السيد علي الأمين في لبنان يتكلم بكل عقل وحكمة واتزان لانه لا يخضع للنفوذ والسيطرة الإيرانية ولهذا يتم التعتيم عليه إعلامياً من قبل أذناب إيران وعملائها مثل حسن نصر الله وأعوانه. وهذا بدون أدنى شك يشير إلى أن أغلب شيعة لبنان مرغمون على السير في ركاب حزب الله إما خوفاً أو جهلاً أو مصلحة. وهذا الأمر ينطبق على شيعة العراق وسورية ودول الخليج الذين ربما خدع بعض منهم بالدعاية الإيرانية البراقة التي تخفي تحتها السم الإيراني الصفوي الفارسي الذي يكره كل العرب بصرف النظر عن معتقدهم وانتمائهم إلا أنهم يتلاعبون ببعض من ينجرف معهم ويصدق أطروحات ملالي طهران وفي نهاية المطاف يندم هؤلاء يوم لا ينفع الندم. إن مبدأ ولاية الفقيه مبدأ سنّه الخميني وهو عبارة عن حكم دكتاتوري يعطي حق التحكم لرجل واحد في جميع الأمور الحياتية والدينية وبما أن منطلقه عقدي فيجب على الجميع السمع والطاعة فلا حرية ولا ديمقراطية ولا متنفس إلا من خلال ما يقرره الولي الفقيه، أليس هذا ما يحدث في إيران فكل من يعارض يسجن ويضرب حتى وإن كان من رجال الدين، ومن يتابع تعامل السلطة الإيرانية مع التيارات الإصلاحية يتضح له ذلك المنهج الذي ليس له بديل عند الولي الفقيه. نعم إن ولاية الفقيه أصبحت نظرية تطبق وتمارس على أرض الواقع في إيران ويريدون أن يخضعوا لها بقية الدول المجاورة من خلال ترغيب الأقليات وترهيب الدول لذلك المبدأ الذي مضمونه تكريس للولاية الفارسية فقط. وسوف يظهر معدنهم الفارسي لو استتبت الأمور لهم لا قدر الله فما فعلوه في عرب ستان (الأحواز) وما يفعلونه في العراق وسورية أنموذج سوف يحتذى في كل حدب وصوب يصل إليه نفوذهم فهل يتعظ أُولو الألباب؟ إن إيران قوة عسكرية تحكمها دكتاتورية الملالي ولكن البنية الأساسية لإيران قابلة للتكسير والتشظي وذلك بسبب الظلم والكبت وعدم الإنصاف الذي يمارسه حكم الملالي هناك ضد فسيفساء الشعب الإيراني وتسلط فئة واحدة عليه. ناهيك عن ان إيران يوجد بها اثنيات وطوائف وأعراق مختلفة ولذلك توجد معارضة داخلية ظاهرة وباطنة محظورة ضد حكم ولاية الفقيه المفروضة عليهم بالإضافة إلى المعارضة الخارجية الفاعلة والتي يصل عددها الى أكثر من سبعين حزباً ومنظمة وجبهة والتي تعمل داخل إيران بشكل سري أو في المنفى بشكل علني ويشمل ذلك كل من منظمة مجاهدي خلق بزعامة مريم رجوي والحزب الدستوري الإيراني بزعامة هامايون دريوش والجبهة الوطنية الإيرانية بزعامة أديب بروماند ومنظمة فدائيي الشعب الإيراني بزعامة بهروز الخالق وحزب الجمعية الإسلامية الإيرانية بزعامة أبو الحسن بني صدر أول رئيس لجمهورية إيران وهذه الأحزاب ذات انتماءات أيدولوجية أو عرقية والأخيرة يمكن أن نذكر منها ما يلي: - الأكراد ولديهم سبعة أحزاب. - البلوش ولديهم ستة أحزاب. -الأذربيجان يشكلون 24% من سكان إيران ولديهم أربعة أحزاب. - العرب ولديهم عدد كبير من الأحزاب أهمها ثمانية أحزاب. - التركمان ولديهم ثلاثة أحزاب. - اللورية ولديهم حزب واحد. وهذا يعني بالمختصر إن الجبهة الداخلية في إيران هشة وقابلة للتصدع إذا وجدت من يدعم ذلك. نعم الصراع على السلطة في إيران محتدم بين أجنحة وأطراف عديدة وقد زادت حدة هذا الصراع بعد انتشار نبأ مرض المرشد الأعلى المسن علي خامنئي وهذا مما يشجع المعارضة على بذل مزيد من الجهد في سبيل تحقيق مبتغاها خصوصاً إذا تلقت تلك الجبهات والمنظمات والأحزاب المعارضة المطالبة بحقوقها الدعم اللوجستي الكافي ويأتي في مقدمة ذلك دعمهم بعواصف حزم إعلامية ولوجستية تدعم جميع هذه الفئات بلسان حالها ولغتها وترفع صوتها ومطالبها داخل إيران من خلال من يثقون به من قادتهم ومثقفيهم وكتابهم وإعلامييهم ناهيك عن دعم حراك تلك المنظمات والجبهات في المحافل الدولية، ليس هذا وحسب بل يمكن اختراق إيران طولاً وعرضاً إن لم تكف عن التدخل في شؤون الآخرين عبر حدودها الطويلة جداً مع كل من العراق وباكستان وأفغانستان وتركيا وأذربيجان وتركمانستان وهذا يعني أن تصدير عدم الاستقرار إلى إيران هو الحل وهو سهل وممكن في ضوء التململ الشعبي هناك ومطالبة أقاليم عدة بالاستقلال ووجود منظمات وجبهات وأحزاب تعمل الليل والنهار بصورة سرية وعلنية من أجل الحصول على حقوقها. إن إيران أمام خيارين؛ إما أن تكف عن التدخل في شؤون الآخرين وتقبل بمبدأ التعاون بدل الخصام وهذا ما دعا إليه مؤتمر القمة التشاوري لقادة دول مجلس التعاون الخليجي الذي حضره الرئيس الفرنسي، وإلا أن يتحرك المتضررون ويدعموا عدم استقرارها الذي يعتبر سهل المنال ذلك أن حدودها طويلة جداً مع كل من تركمانستان وأذربيجان والعراق وتركيا وباكستان وأفغانستان بالإضافة إلى منطقة الأحواز العربية التي تتمتع بعدم الاستقرار ناهيك عن تململ الداخل الإيراني. إن الكأس التي سقتها إيران لكل من العراق وسورية ولبنان واليمن يجب أن تشرب منه حتى تفيق، وهذا يعني أن إشغال إيران بمشاكلها الداخلية خير وسيلة لكف شرها وهذا يعني أيضاً أن تحويل إيران من موقع المهاجم إلى موقع المدافع هو خير وسيلة للتخلص من حراكها وتدخلاتها وتصدير ثورتها الفارسية؛ ذلك ان المشغول في نفسه ليس لديه الوقت ولا المال ولا الجهد للتدخل في شؤون الآخرين. وهذا يعني أن إيران تجني على نفسها كما يقول المثل "على نفسها جنت براقش" بتدخلها في شؤون الآخرين. وكثرة المتضررين إذا تحالفوا فإنهم يملكون مصادر القوة والدعم الدولي والمقدرة على الاستفادة منها بالطرق والوسائل المختلفة.