تفتتت مركبة الشحن الروسية الفضائية غير المأهولة بروغرس في الغلاف الجوي للارض فوق المحيط الهادئ الجمعة بعد ايام على فقدان السيطرة عليها اثر اطلاقها باتجاه محطة الفضاء الدولية، في انتكاسة جديدة لقطاع الفضاء الروسي. وكان مقررا ان تلتحم المركبة مع محطة الفضاء الدولية في الثامن والعشرين من نيسان/ابريل لتزويد الرواد المقيمين فيها المؤن والمعدات، لكن مركز التحكم الفضائي الروسي فقد السيطرة عليها بعد ساعات على اطلاقها بواسطة صاروخ سويوز. بعد ذلك اصبحت المركبة تحت تأثير جاذبية الارض فقط، وبدأت رحلة السقوط، ولم تكن الوكالة الروسية قادرة على تحديد مكان سقوطها وزمانه بدقة. لكن ذلك لم يثر القلق في الاوساط العلمية، اذا ان معظم المركبات الفضائية من هذا النوع تحترق وتتفتت في الغلاف الجوي للارض بسبب احتكاكها بالطبقات العليا من الجو اثناء سقوطها باتجاه الارض بسرعة كبيرة بعد انتهاء مهماتها في المدار، ثم تنتهي قطعا متناثرة في المحيطات التي تغطي معظم مساحة الارض. اما المركبات المصممة للهبوط على الارض مجددا فهي تدخل الغلاف الجوي ببطء وبزاوية منحنية. والجمعة، قالت الوكالة في بيان ان المركبة بروغرس لم تعد موجودة عند الساعة 2,04 ت.غ. من الثامن من ايار/مايو 2015 اشارة الى احتراقها وتفتتها في الغلاف الجوي. وتتكفل روسيا بثلاث الى اربع رحلات تموين سنوية للمحطة التي تسبح في مدار الارض. لكن فشل هذه المهمة لن يسبب اي مشكلة كبرى لدى الرواد اذ ان المؤن الموجودة بحوزتهم تكفي لاشهر عدة. ومن المتوقع ان تلتحم مركبة تموينية من نوع دراغون تابعة لشركة سبايس اكس الاميركية بمحطة الفضاء الدولية في 19 حزيران/يونيو على اقرب تقدير. الا ان خسارة هذه المركبة التي كلفت اكثر من نصف مليار دولار تشكل ضربة قاسية لقطاع الفضاء الروسي، الذي يسجل سلسلة انتكاسات في السنوات الماضية. وكلفت لجنة تحقيق بتحديد ملابسات الحادثة التي يبدو أنها حصلت لحظة الانفصال بين المركبة والصاروخ، على ما اعتبر قبل اسبوع نائب رئيس وكالة روسكوسموس الكسندر ايفانوف. وبحسب مدير الوكالة ايغور كاموروف، فان عملية الاطلاق جرت على ما يرام، لكن قبل ثانية ونصف الثانية على انفصال المركبة عن الصاروخ توقفت اجهزة الاتصال عن العمل. وقبل ايام على هذا الإخفاق، تحطم صاروخ تجريبي بعيد اطلاقه من منطقة غير مأهولة في شمال روسيا. وفي صيف العام 2013، تحطم صاروخ روسي من طراز بروتون وعلى متنه ثلاثة اقمار اصطناعية لنظام غلوناس لتحديد المواقع الجغرافية، بعيد اطلاقه. وفشلت محاولات عدة لوضع اقمار اصطناعية في مدار الارض، وكذلك فقدت روسيا مسبارا كان في طريقه الى مدار كوكب المريخ. وحاول الكسندر ايفانونف التقليل من اهمية الحادث على الطموحات الفضائية لبلاده وقال ما جرى كان غير متوقع، ولا يمكننا ان نفسره الان، لكنه لن يؤثر ابدا على استخدامنا لصواريخ سويوز. واضاف سنعمل على تعديل خطط الاطلاق لمركبتين من طراز بروغرس لهذا العام، الاولى في الربع الثالث من العام والثانية في الربع الاخير. ونقلت وكالات الانباء الروسية عن مصادر في قطاع الفضاء الروسي ان الرحلات المقررة في السادس والعشرين من ايار/مايو لنقل ثلاثة رواد الى محطة الفضاء الدولية بواسطة صاروخ سويوز ستؤجل اسبوعين بهدف التعمق في فهم المشكلة التي وقعت مع مركبة بروغرس. ولم تعلق وكالة الفضاء الروسية على هذه الأنباء، لكنها الغت مؤتمرا صحافيا للرواد الثلاثة كان مقررا الجمعة.