لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا توجهت أنظار لبنان إلى شهادة النائب اللبناني ورئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، التي تنظم عملية قضائية بشأن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري 14 فبراير 2005، وأعلن خلالها أنه تلقى تحذيراً من رئيس هيئة أركان الجيش السوري الأسبق حكمت الشهابي بعد اغتيال النائب مروان حمادة، في شهادة تثير الجدل ومواقف لبنانية متعارضة. ووصف رئيس اللقاء الديمقراطي اللبناني النائب وليد جنبلاط، في اليوم الثاني من ادلائه بشهادته في المحكمة، الرئيس السوري بشار الأسد بأنّه من الطغاة الذين يحكمون العالم العربي ولكنه ليس فريداً. وأوضح جنبلاط، خلال شهادته أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لليوم الثاني على التوالي، أنّ العلاقة بين حزب الله والنظام السوري بدأت منذ عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وهي لا تزال جيدة. ورداً على سؤال عن القرار 1559، أكّد جنبلاط أنّه لم يكن على علم برأي الولايات المتحدة حول موضوع التمديد للرئيس إميل لحود، وقال: قرأناه في الصحف، وكنت أتمسك باتفاق الطائف الذي كان يدعو إلى الانسحاب السوري من لبنان ولكن لم أوافق على القرار 1559، موضحا أن الرئيس رفيق الحريري كان دائما متمسكا باتفاق الطائف ولم يغير موقفه ولا لحظة. واعتبر جنبلاط أن عدم إلغاء الطائفية السياسية في لبنان كان حجة للبقاء السوري في البلد، لافتا الى أنهم كانوا يعرفون أن المجتمع اللبناني لا يستطيع إلغاء الطائفية السياسية، ومؤكدا أنّه كان حريصاً على توسيع رقعة معارضة الوجود السوري في لبنان. اتفاق الطائف وأكّد جنبلاط أنّ رفيق الحريري كان دائماً متمسكاً باتفاق الطائف ولم يغيّر موقفه في أي لحظة. وذكر أنّه كانت هناك حملات على البطريرك صفير من قبل أفرقاء تابعين للنظام السوري. وقال: موقفي كان في إقامة علاقات جيدة مع سوريا، فهذا أمر تفرضه الجغرافيا السياسية، موضحاً أنه كان من الحلفاء لسوريا، ولكن التمديد والاتيان بإميل لحود رئيساً جعلاه يقول: كفى. وقال جنبلاط: سعينا لتوسيع رقعة التحالف المعارض للتمديد القسري للحود وللممارسات الأمنية، موضحاً أن السوريين ركبوا عندما دخلوا لبنان الأجهزة الأمنية اللبنانية على شاكلة الأجهزة السورية. وأشار إلى أن الكاتب الصحافي، الذي تم اغتياله لاحقاً، جبران تويني كان في مقدمة من يطالبون بانسحاب الجيش السوري من لبنان، وقال: يوم اغتيال الرئيس الحريري اجتمعنا واتخذنا قرارا مطلقا بمواجهة النظام السوري ورئيسه، وكنا نناقش في لقاء البريستول في كيفية توسيع المواجهات السياسية والتمديد غير الدستوري والقسري للحود وهذا كان جزءا من عملنا الأسبوعي واليومي. الانسحاب السوري وأشار جنبلاط الى أنه حتماً كانت هناك حملة صحافية على البطريرك الماروني السابق نصر الله صفير من قِبل ما يسمى حلفاء النظام السوري، مضيفاً أن صفير أراد انسحاباً كاملاً للجيش السوري دون قيد أو شرط. وفي هذا الشأن، قال جنبلاط: كنّا، أنا والرئيس الحريري، على قناعة أن الأوان قد آن للانسحاب السوري من لبنان، وتابع: النظام السوري اتهمني بالخيانة والعمالة لإسرائيل من خلال نواب وأحزاب، والحريري تلقى تهديداً مباشراً من الأسد، ولذلك قرر التمديد للحود. وذكر أن الاتهامات بالخيانة والعمالة لإسرائيل كانت تتوجه إليه بشكل علني من قبل أحزاب وشخصيات تابعة للنظام السوري، لافتا الى أن هذه الاتهامات السورية كانت الترجمة العملية لما قاله لي رستم غزالي بأنك ضدنا، ومشيرا الى أنه وجّه الى الرئيس رفيق الحريري تهديد سوري مباشر عندما التقى بشار الأسد. وتطرق جنبلاط إلى محاولة اغتيال النائب مروان حمادة، فقال: يوم تعرض مروان حمادة إلى محاولة اغتيال اتصل بي حكمت الشهابي من فرنسا وقال لي انتبه يا وليد، وكن حذراً، وهي المرة الأولى التي ينبّهني فيها العماد الشهابي على الخطر. وكشف أنه أثناء زيارة عبد الحليم خدام وقتذاك المستشفى للاطمئنان على حمادة، قال امام الجموع، إنه هو أيضاً تعرض لمحاولة اغتيال من قبل رفعت الأسد، فاستخلص من حديثه، أن خدام حاول إيصال رسالة لي بأن النظام السوري كان وراء محاولة اغتيال حمادة، من دون ان يقولها جهارة، خصوصاً انه كان ما زال يمثل النظام السوري. جنبلاط الذي لفت إلى أن الرئيس رفيق الحريري قال له بعد محاولة اغتيال مروان حمادة ان الرئيس جاك شيراك وجه رسالة قاسية لبشار الأسد لوقف الاغتيالات، اعتبر أن الرئيس الراحل أخطأ عندما ظنّ أن رسالة شيراك يمكن ان تردع بشار الأسد عن وقف القتل والاغتيالات. واعتبر أنّ محاولة اغتيال مروان حمادة شكلت بداية ترجمة تهديد بشار الأسد للبنان، كما كانت رسالة مزدوجة له وللرئيس الحريري، لافتاً إلى أن العلاقة بين الأسد وشيراك كانت جيدة قبل التمديد لكنها تدهورت بعده.