شكّل الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري محور تطوريْن بارزيْن شغلا بيروت، الاول لقاؤه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في الرياض، والثاني الموقف «التحذيري» و«بالصوت العالي» لـ «حزب الله» من مغبة التورط في معركة القلمون السورية «حمايةً للظهير الغربي لـ (الرئيس السوري) بشار الأسد». ففي الرياض اجتمع الرئيس الحريري مع هولاند الذي يزور السعودية، حيث كان لقاء تركّز على الأوضاع في لبنان ومراحل تنفيذ تسليح الجيش اللبناني انفاذاً للهبة السعودية، إضافة إلى ما توافر من معطيات بشأن ملء الشغور الرئاسي ولا سيما في ظل التقارير التي اشارت الى ان هولاند كان تعهّد خلال استقباله اخيراً البطريرك المارني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إطلاق تحرك في محاولة لتوفير مخرج للفراغ الرئاسي الذي يطوي بعد 19 يوماً عامه الاول. واكتسب لقاء هولاند - الحريري اهميته ايضاً لانه جاء بعد ايام من الزيارة المهمة التي قام بها زعيم «المستقبل» لواشنطن وقبل اسبوع من توجه الأخير الثلاثاء المقبل الى موسكو في زيارة سيلتقي خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف وعدداً من كبار المسؤولين لاستكمال استكشاف الآفاق الاقليمية والدولية سواء في ما خص الأزمة السورية او بعد عملية «عاصفة الحزم» في اليمن او تداعيات توقيع الاتفاق النهائي بين ايران والمجمتع الدولي حول النووي الشهر المقبل. وفي موازة ذلك، اعلن الحريري في بيان له لمناسبة «دق نفير المعركة في جبال القلمون» «ان حزب الله، كما نقرأ ونسمع يومياً يحشد السلاح والمسلحين لبدء المعركة ويستخدم الحدود اللبنانية دون حسيب او رقيب في جولة جديدة من التورط في الحرب السورية، التي لا وظيفة لها سوى حماية الظهير الغربي لبشار الاسد في ظل الانهيارات العسكرية لجيش النظام في غير منطقة من سورية». واكد أن «لبنان، حكومة وجيشاً وأكثرية شعبية، غير معني بالدعوات الى القتال وتنظيم المعارك في جبال القلمون، وان حزب الله منفرداً يتحمل تبعات التورط في الحرب خدمة للأجندة العسكرية لبشار الاسد».