×
محافظة القصيم

رئيس بلدية المذنب يلتقي ملاك المطاعم المستهدفة بمشروع التقييم والتصنيف‎

صورة الخبر

أريـد أن أترك مساحة هذا العامود اليوم، لمقال قديـم كتبه في أوائل الأربعينات الميلادية الممثـل الكوميدي الراحل (نجيب الريحاني) عن (الجنيه) المصري، عندما كان (الجنيه جنيه)، وقيمته وقتها أغلى حتى من الجنيه الإنجليزي، وجاء فيه: الجنيه.. إنه صديقي حبيبي وقرة عيني، وهو سيدي المطاع، ويكفي أن يمر اسمه بسمعي فيهـتـز قلبي فرحا، ويرقص جيبي طربا، ولم لا، وعلى يد حضرته نقضي جميع الحاجات وبقوته نذلل كل العقبات. الجنيه، إنه السحر الذي يوصلك إلى قلوب الناس مهما كنت ومهما تكون، وهو الذي يفتح لك جميع الأبواب المغلقة دون الاحتياج إلى مفتاح، هو الذي يمكنك من اختراق نطاق الحياة سيدا مطاعا، وبـه يمكن للشعوب أن تسود حربا وسلما، فكيف بعد ذلك لا يكون حبيبي وصديقي؟! فياليته يحبني قدر حبي له ويسعى إلى صداقتي كما أسعى إلى صداقته، لقد سعيت له مرارا، وكلما رآني جفل مني، وكأني لست أهلا لصداقته. وأخيرا اهتديت إلى بطاقة توصية من صديق عزيز عليه، لا تكفيني الساعات الطوال في الحديث عن جماله: فما أحلاه في ثوبه الأخضر ذي النقوش اللطيفة والرسوم الدقيقة. ما أحلاه عندما يتهادى في قوامه الرشيق إلي ليزور أخاه الذي جاء زائرا هو الآخر، فحلت له الإقامة مع رفاق أعزاء، وخلان ظرفاء، هم على شاكلته وهو على شاكلتهم. أيـها الجنيه العزيـز على غيري، الحبيب إلى قلبي.. هل تذكر أيام هجرك لي وصدودك لا أعادها اللـه؟! أيام كنت أراك عن بعد فأقبل النسيم العليل المار بك، وهل تذكر بربك يا حبيبي كم ليلة قضيتها مسهدا أتغزل فيك؟ وكم ذرفت من الدموع على صدرك، وهل تذكر ساعة جئتني زائرا لأول مرة وكيف كانت حالتي المعنوية بقربك، ولم تنقض أيام حتى ودعتني وانصرفت عني، وكيف كان الوداع وحرارة ساعته؟ وكيف قبلت وجناتك في حسرة وأسى بعد أن أخذت عليك العهود والمواثيق بأنك ستعود، ثم تأخرت قليلا وبقيت أنا على أحر من الجمر ؟. واللـه لن تعود تلك الأيام، ولن تنفصم عرى صداقتنا مدى الزمن، ومن سواك أصادقه وأأخيه مادمت أنت الواسطة لمن لا واسطة له، فرحماك رحماك يا حضرة الجنيه.