×
محافظة المنطقة الشرقية

إسلام 2446 شخصاً من 16 دولة في شمال الرياض

صورة الخبر

تضع العديد من الدول الخطط المستقبلية للتنبؤ بالمستقبل لمعالجة المعضلات والمعوقات التي تواجهها، لتحقيق الرفاهية لمواطنيها وتلمس احتياجاتهم ودفع عجلة التنمية. كما أن وضع الخطط بالنسبة للعديد من الدول يعتبر مقياساً لمستوى أداء الجهات المعنية لتنفيذ الخطط الموضوعة، ليتم محاسبتها في حال إخفاقها. لقد بدأ تنفيذ أول خطة خمسية في المملكة في عام (1970م)، أي منذ أكثر من أربعين عاماً، ثم توالت بعدها ثماني خطط أخرى، وقد حملت في طياتها العديد من الأهداف الرائعة والمثالية، مثل تنويع مصادر الدخل وتحسين الخدمات بشكل عام، منها الصحية والتعليمية، وتحقيق الرفاهية للمواطن وغيرها من الأهداف العامة التي لو تم تطبيقها بشكل كامل منذ أمد بعيد لكنا اليوم في مصاف الدول الأكثر تقدماً. ولكن بعض ما هو مطبق على أرض الواقع لا يعكس بالشكل الكامل ما هو موجود في الخطط، رغم أن الدولة صرفت عدة تريليونات من الريالات لتنفيذ تلك الخطط، ونحن مانزال نعاني من بعض المشاكل الأزلية، مثل تدني الخدمات العامة والبنية التحتية وغيرها من الأمور، التي كان من المفترض أن تكون قد تمت معالجتها منذ أمد بعيد. ولا نذهب بعيداً لنبحث في ماضي الخطط السابقة وما تحقق منها، نحن الآن على مشارف نهاية الخطة الخمسية التاسعة (2010-2014م)، والتي تحتوي على العديد من الأمور الهامة، مثل تحسين الخدمات والقضاء على الفقر والمحافظة على استقرار الأسعار. ولن نتكلم على بقية أهداف الخطة، ولكن سنكتفي بالأمثلة المذكورة، ونسأل هل تحققت اهداف الخطة بالشكل الكامل ؟ الواقع يشير إلى أن بعض المشاكل موجودة دون أن يكون هناك حلول عملية ملموسة لحلها، رغم أنها جزء من الخطة التي صرف عليها مبالغ كبيرة. إذن هناك خطة توضع وأموال تُنفق، ولكن تنفيذ بعض أهدافها يكون دون المأمول، وأتوقع أن أحد أهم أسباب ذلك هو عدم وجود رقابة صارمة على الجهات التنفيذية ومحاسبتها على تقاعسها في التنفيذ . نحن الآن مقبلون على الخطة الخمسية العاشرة، ونأمل أن تركز على الأهداف الواقعية المهمة التي يحتاجها المواطن، وإن كانت قليلة ولكن يمكن تحقيقها، مثل وضع حد لمعضلة السكن وتحسين الوضع المعيشي وغيرها من الأمور الملحة الآن. والأهم من ذلك هو وضع رقابة صارمة على الجهات التنفيذية للتأكد من تنفيذ أهداف الخطة، لنستطيع في نهاية مدة الخطة أن نعرف الجهة التنفيذية المقصرة ومحاسبتها. أما أن يقتصر الامر على وضع أهداف كبيرة وكثيرة في كل خطة دون أن يُنفذ بعضها كما يؤمل منها ، لعدم وجود رقابة صارمة على التنفيذ، فإن ذلك مدعاة لانتشار الفساد دون أن تتحقق كامل الأهداف المنشودة من الخطة، لتحقيق التنمية التي يرغب خادم الحرمين في تحقيقها. من الضروري بأن تتلمس الخطة الخمسية احتياجات المواطن، ومن الضروري أيضاً أن تكون هناك رقابة صارمة على تنفيذ الخطة، حتى يتحقق الغرض منها وتكون عجلة التنمية في مسارها الصحيح. q.metawea@maklawfirm.net