تنامي أزمة اللاجئين والنازحين العراقيين وضرورة إعادة التفكير في دفع الفدية المطلوبة للمخطوفين ، فضلاً عن قراءة تحليليه لحرب الاستنزاف في سوريا، من بين أهم موضوعات الصحف البريطانية. ونطالع في صحيفة الإندبندنت تقريراً لمراسلتها كاتي أوتين بعنوان أزمة اللاجئين العراقيين. وقالت أوتين إنه في الوقت الذي يستعيد فيه الجهاديون سيطرتهم على الرمادي من أيدي الجيش العراقي، فإن 100 الف شخص على الأقل، وأغلبهم من السنة، أضحوا نازحين جراء القتال الدائر هناك، الذي تسبب بنزوح الآلاف من العائلات على طرق بغداد. وأضافت المراسلة أنه كان من المفترض أن يشهد هذا الشهر قيام الحكومة العراقية بدفع تنظيم الدولة الاسلامية خارج الأنبار التي احتلتها الأخيرة العام الماضي، ولكن بدلاً عن ذلك، أجبر الآلاف من العراقيين على الهروب من الاقليم الغربي للانبار منذ نيسان/ابريل بعدما دمرت منازلهم بوحشية على يد عناصر تنظيم الدولة. وأكد التقرير أن القتال حول الرمادي تسبب بنزوج أكثر من مئة ألف مواطن عراقي في الاسابيع السابقة، في الوقت الذي يحاول فيه تنظيم الدولة السيطرة على المدينة التي تعتبر ذات أهمية بالغة بالنسبه اليهم. وأكدت أوتين أن المسؤولين العراقيين يواجهون مشاكل جمة تتعلق بكيفية تأمين مساكن لهذا العدد الهائل من النارحين العراقيين الجدد الذين انضموا إلى حوالي 2.7 مليون عراقي نازح في العراق منذ نهاية العام الماضي. وفي مقابلة أجرتها أوتين مع رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في العراق، فابيو فيرجيوني، قال فيها إن العائلات الفقيرة مشت لأيام، وقد وصلوا اليوم إلى أبو غريب، غرب بغداد، وهم بأمس الحاجة للمساعدة، وخاصة أطفالهم. وأضاف أن العديد من النازحين يعانون من التهابات في القصبة الهوائية وأمراض مزمنة، كما أن الكثير منهم يعانون من مضاعفات نفسية جراء ما عايشوه من أعمال عنف قاسية. إعادة التفكير رأت الصحيفة أن دفع فدية مالية لتنظيم الدولة الاسلامية لا يمكن أن ينظر اليه بأنه يشجع على الأقدام على إرتكاب مزيداً من عمليات الخطف وتطرقت افتتاحية صحيفة التايمز إلى قضية المخطوفين وكيفية التعامل معها. وقالت الصحيفة إنه حان الوقت لإعادة التفكير في سياسة التعامل مع المخطوفين. وأضافت الصحيفة أنه في ظل عالم مثالي ، فإنه لا يجب على الخاطف تقاضي فدية جراء إطلاق سراح من اختطفه، كوسيلة للحد من هذه الظاهرة، إلا أننا لا نعيش اليوم في عالم مثالي. ودعت الصحيفة إلى ضرورة تحديد إن كان الوقت قد حان لنعيش حقيقة العالم الذي نحيا فيه. وقالت الصحيفة إن بريطانيا تمنع دفع أي فدية للخاطفين الإرهابيين، وتتبع امريكا النهج نفسه، إلا أنه وحتى لحظة كتابة هذه الافتتاحية، فإن هناك مؤشرات في إدارة الرئيس الأمريكي أوباما تدل على إدخال بعض التعديلات على هذا القرار. ومن المتوقع، أن تفضي هذه التعديلات إلى عدم تجريم من يدخل في مناقشات مع الجماعات الارهابية لإطلاق أحد المختطفين أو أولئك الذين يدفعون فدى مالية مقابل إطلاق سراح ذويهم. وأوضحت الصحيفة أن العديد من الدول الاوروبية كالمانيا وايطاليا وفرتسا، تفاوضت ودفعت فدى مالية للخاطفين الإرهابيين، في الوقت التي ترى فيه بريطانيا الأمر بأنه يعد بمثابة مكافأة للخاطف وتمويل للإرهاب. ورأت الصحيفة أن دفع فدية مالية لتنظيم الدولة الاسلامية لا يمكن أن ينظر اليه بأنه يشجع على الأقدام على ارتكاب مزيداً من عمليات الخطف. وختمت الصحيفة بالقول إنه لا يجب أن ينظر إلى دفع الفدية بأنه استسلام، مضيفة أن إسرائيل تذهب إلى أقصى حد لإطلاق سراح رهائنها، لأن لا حدود للإرهاب اليوم، كما أن الفدية لا يمكن النظر اليها كنوع من الخوف بل العكس تماماً؟. ضعف الأسد قال السفير الأمريكي السابق في سوريا، روبرت فورد، إن الحرب السورية هي حرب استنزاف، وأنظمة الأقلية لا تعمر في مثل هذه الظروف. ونشرت صحيفة الغارديان تحليلاً لمارتن شلوف بعنوان المعارضون السوريون يقلبون الطاولة بعد الانفراج السعودي - التركي. وقال كاتب التحليل إنه بعد مرور 4 سنوات على إطلاق القوات الموالية للرئيس بشار الأسد النار على المتظاهرين في جسر الشاغور، استطاع مسلحو المعارضة استعادة السيطرة على المدينة. وأضاف أن الموالين للأسد، احتفلوا بهذا الانتصار الذي كان في حزيران/يونيو في عام 2011، إذ كان ينظر إليه كرمز للقوة، إلا أنه بعد مرور 4 سنوات على هذه الحادثة، فإن المعارضة السورية استطاعت السيطرة على إدلب، الأمر الذي ينظر اليه كدليل على أن الرئيس السوري بشار الأسد لم يعد يمسك بزمام الأمور في البلاد، وأنه أضحى أضعف من أي وقت خلال الحرب الأهلية التي تعصف في سوريا. وفي مقابلة مع السفير الأمريكي السابق في سوريا، روبرت فورد، قال إنه رغم تقديرات الدول الغربية التي تؤكد أن وضع الأسد آمن، إلا أن حقيقة الأمر أن الحرب السورية هي حرب استنزاف، مضيفاً أن أنظمة الأقلية عادة لا تعمر كثيراً خلال حروب الاستنزاف.