أثارت مداخلتا عضوي مجلس الشورى إبراهيم أبوعباة وعبدالرحمن الهيجان استياء أعضاء وكتّاب رأي خارج المجلس، معتبرين أنهما تضمّنتا تشكيكاً في النوايا لمجرد عدم الاتفاق على الرأي، فيما اعتبروا أن فحوى المداخلتين تطالب بتكميم أفواههم بحجّة أنهم «يؤلبون الرأي العام على صانع القرار عبر التجييش الإعلامي أو الكتابة في مواقع التواصل الاجتماعي». ووصف الأعضاء المستاؤون ما قاله العضوان بـ«المعيب وغير اللائق»، مشيرين إلى أن مقارنة توصية ثلاثة أعضاء لضم المعاهد العلمية إلى وزارة التعليم بمطالبة أحد الوجوه التلفزيونية المصرية «السخيفة» - بحسب وصفهم - بضم المعاهد الأزهرية إلى وزارة التربية والتعليم المصرية أمر غير مقبول، وأضاف أحدهم: «كيف لعضو مجلس شورى أن يتماهى فكرياً مع ذلك الشخص الذي عُرف بُسخف أطروحاته التلفزيونية؟». واستغرب أكثر من 10 أعضاء في حديث لـ«الحياة» (فضلوا عدم ذكر أسمائهم) عقب جلسة أمس (الإثنين)، أن يتحدث أبوعباة عن توصية المعاهد العلمية أثناء نقاشات الشأن العام السرية، على رغم سقوطها الأسبوع الماضي، وقال أحدهم: «أمر معيب وغير لائق حين نسمع صوتاً بين الفينة والأخرى من تحت القبة يربط من زاوية تشكيكية مرفوضة اجتهادات بعض الأعضاء الصادرة عن رؤية تربوية ووطنية بآراء ناشزة من خارج الحدود». وانقسمت مداخلة أبوعباة إلى ثلاثة أجزاء، تضمّنت انتقاد المقالات، وما اعتبره «تجييشاً إعلامياً وتأليباً للرأي العام على صانع القرار»، مستشهداً بمضمون مقالات لكاتبات سعوديات لم يصرح بأسمائهن، وقال: «إن ما ورد فيها من معلومات غير دقيقة ومتحاملة على المعاهد العلمية»، مستنكراً مطالبة إحداهن إغلاق المعاهد. وتركّز الجزء الثاني من مداخلة أبوعباة على المطالبة بألا يسمح بالحديث أو الكتابة عبر وسائل الإعلام، أو مواقع التواصل الاجتماعي عن التوصيات المقدمة في المجلس، معتبراً ذلك تصعيداً إعلامياً، متمنياً من الكتّاب والإعلام أن يتحرى الصدق في معلوماته. وقدم أبوعباة في الجزء الأخير من مداخلته معلومات تضمّنت أن المعاهد العلمية متطورة، وأن خريجيها يُقبلون في التخصصات العلمية، مستشهداً باثنين من أبناء أحد وكلاء جامعة الإمام محمد بن سعود ممن تم قبولهما في إحدى كليات الطب. ولم يتوقف الأمر عند مداخلة أبوعباة، بل شارك زميله عبدالرحمن الهيجان بمداخلة مكتوبة قرأها رئيس الجلسة الدكتور عبدالله آل الشيخ يتساءل فيها عن مزامنة تقديم التوصية مع مطالبة أحد المذيعين المصريين في ما يخص المعاهد الأزهرية، الأمر الذي استهجنه عدد من الأعضاء في حديثهم لـ«الحياة»، معتبرين أن هذه المداخلة غير موفقة وغير لائقة، في الوقت الذي أشار فيه بعضهم إلى أنهم لا يعرفون ذلك المذيع ولا المقصود من إيراد اسمه. وتشابهت ردود الأعضاء عن رأيهم في ما قاله أبوعباة والهيجان، منها عدم السماح بالتشكيك أو التخوين في ما يقدمه بقية الأعضاء من توصيات أو مقترحات، وأن نظام عمل المجلس هو الفيصل في نجاح التوصية أو سقوطها، وأن حرية التعبير عن الرأي أمر مكفول بالنظام، وليس من المنطق أن يطالب عضو بتكميم أفواه الأعضاء أو حتى الإعلام عن مناقشة أمر طُرح تحت قبة المجلس. واستهجن أعضاء أن يطالب أبوعباة بمنع كتّاب الرأي والمغردين من تناول توصيات المجلس فقط، لأنه ضد هذه التوصيات ولا يريد مناقشتها، وأضاف أحدهم: «المجلس في الأصل لا يملك الحق ولا السلطة أن يكمّم الأفواه، وهذه المطالبة العبثية تنم عن جهل بالنظام، ناهيك عن ضرورة أن يكون باعتباره عضو شورى مدافعاً عن تأصيل ثقافة الاختلاف وحرية الصحافة، وليس العكس، وهو المطالبة بتكميم الأفواه». كاتبتان ترفضان قيود أبوعباة وتكميم الأفواه < لم يختلف رأي الكاتبتين الدكتورة عزيزة المانع وناهد باشطح كثيراً عن رأي أعضاء الشورى في مطالبة العضو إبراهيم أبوعباة عدم مناقشة توصيات المجلس في الإعلام، رافضين وضع القيود على الإعلام وتكميم الأفواه. ورصدت «الحياة» ثلاث مقالات كتبت عن سقوط توصية ضم المعاهد العلمية إلى وزارة التعليم، كتبتها الدكتورة عزيزة المانع وناهد باشطح والدكتورة هيا المنيع (عضو في الشورى). وعلى رغم أن المانع رفضت التعليق لـ«الحياة» على ما قاله أبوعباة قبل أن تسمعه شخصياً، إلا أنها عبّرت عن رفضها بشكل عام لوضع القيود على الكتابة والكتّاب في مناقشة شأن عام، مشيرة إلى أن معظم الكتّاب من الطبقة المثقفة وحملة الشهادات، وهم مؤهلون للحديث عن أي موضوع بعلمية. من جهتها، قالت باشطح لـ«الحياة»: «إن حصول المواطن على المعلومات حق كفلته المواثيق الدولية، وبحكم أن جلسات الشورى تُغطى إعلامياً، فلا يمكن منع أي من الكتّاب أو الصحافيين من نشر المعلومات الصحيحة أو تحليلها، وإذا كان كتّاب الرأي يقدمون للجمهور ما هو أبعد من المعلومة فهو محصلة طبيعية، والاطلاع على مختلف الرؤى المطروحة يصب في المصلحة العامة وصانع القرار». وعلقت حول مسألة أن الكتّاب يؤلّبون الرأي العام على صاحب القرار، بالقول: «علينا أن نتحدث عن تطوير وسائل الرأي العام وصدقيتها أفضل من التقهقر إلى الوراء وتكميم أفواه كتّاب الرأي أو أي من وسائل الإعلام الأخرى»، مضيفة: «ليس ذنب الإعلام أن ينقل صورة تعاطي بعض أعضاء المجلس مع القضايا بسطحية، من دون وجود منهجية علمية للطرح أو التصويت، فهو لم ينشر معلومات خاطئة، والتأليب ليس من مهمة كتّاب الرأي إلا في حال جُرّدوا من الوطنية والإحساس بمسؤولية وأمانة الكلمة، ولا أظن بيننا مثل هؤلاء الكتّاب» مشاهدات } أثار اتفاق مقدّم من منظمة الصحة العالمية عن حظر الاتجار غير المشروع بالتبغ شكوك أعضاء في المجلس عن ماهية التبغ المشروع! } شكّك عضو المجلس الدكتور نواف الفغم بوجود «لوبي» حال دون خروج نظام مكافحة التدخين لأكثر من 14 عاماً. } اعتذر الفغم عن مفردة «اللوبي»، وأعاد صياغة حديثه بطرح تساؤل مفاده: «لماذا تأخر صدور هذا النظام؟ هذه أطول فترة حمل!». } عضوا اللجنة الصحية الدكتور سطام لنجاوي والدكتور عبدالرحمن السويلم أوضحا أن الاتفاق يحدّ من التدخين، ويصبّ في مصلحة المجتمع صحياً واقتصادياً، وأن 60 دولة وافقت عليه، كما أن التبغ المغشوش أضر بالصحة. } سجّل الدكتور سعد الحريقي تفاعلاً واضحاً في المشاركات من بين الأعضاء الجدد.