×
محافظة المنطقة الشرقية

الدخيل يرعى ملتقى «كفاءات» لخريجي جامعة «المؤسس»

صورة الخبر

على طريقتهم الخاصة احتفل شباب البصرة بقدوم ربيعها، حيث تجمعوا في منطقة القصور الرئاسية، وهم يحملون علب الألوان ويرتدون القمصان الخفيفة البيضاء التي رسمت عليها وجوه باسمة، بانتظار الإعلان عن بدء مهرجان الألوان. وحين أطلق عريف الحفل نداءه عبر مكبر الصوت، مشيرا إلى بدء الاحتفال، امتلأت الساحة بأعداد كبيرة من الشباب، ومع إطلاق صفارة البدء فُتحت العلب المعدنية، وانتشرت المساحيق الملونة في كل اتجاه لتصبغ الوجوه والأجساد، وتحول الفضاء إلى لوحة تشكيلية احتفاء بالربيع. وهذه هي المرة الأولى التي يقام فيها مهرجان الألوان بالمدينة، وهو نسخة لما جرى في العاصمة بغداد من قبل، ويشبه المهرجان الشعبي الهندوسي المعروف باسم هولي، الذي يعد من أكثر مهرجانات الربيع شهرةً في الهند، إلا أن المسؤولين عن المهرجان يقولون إنهم لا يستنسخونه، كي لا يثيروا حفيظة الجهات الدينية، التي عادة ما تعارض مثل هذه المهرجانات. وأوضح عبد الله محمد تركي منظم المهرجان ورئيس تجمع رسمة أمل الشبابية، أن فكرة المهرجان تم استيحاؤها من شباب بغداد، بعد تجربتهم في شارع أبي نواس وما واجهته تلك التجربة من انتقادات كبيرة، خاصة من قبل الأحزاب الدينية. رسم البسمة وقال تركي للجزيرة نت إن المهرجان يهدف إلى رسم البسمة في نفوس الشباب، الذين يعيشون أوضاعا نفسية صعبة، بسبب البطالة وغيرها من المشاكل الاجتماعية، مشيرا إلى أن استجابة الشباب كانت كبيرة، حيث امتلأت بهم ساحة القصور الرئاسية في المحافظة. وأضاف تركي أن الانتقادات التي وجهت للمهرجان كانت غير مبررة ومضحكة، لأن الآخر لا يمتلك وسيلة للإقناع، فهناك من يرى أنها فارغة ولا تعبر عن إرثنا الحضاري، بينما كان تفاعل الشباب معها كبيرا، وكانوا فاعلين في تنفيذ الفكرة والاحتفاء بالربيع البصري بألوان زاهية اصطبغت بها الأجساد والوجوه. بدوره، ذكر الفنان المسرحي حسن حنتوش أن الانتقادات التي وجهت للمهرجان كانت سافرة، واعتبرته مسيئاً لتقاليدنا العربية وغير لائق، لكنه أشار إلى أن المهرجان لم يكن المبادرة الوحيدة للشباب، بل سبق أن قاموا بحملات تنظيف في المحافظة، وأقاموا مهرجانات للأطفال الأيتام وأطفال السرطان. واعتبر في حديثه للجزيرة نت أن المهرجان لم يكن معيبا ولا مسيئا، وإنما كان فرصة للفرح والسعادة. شوق للفرح من جانبه، اعتبر مدير قصر الثقافة والفنون في البصرة عبد الحق المظفر، أن ما قام به الشباب البصري في مهرجان الألوان كان ثورة ضد القبح الذي يسود في المجتمع، وأن عفوية الشباب التي بدت واضحة في إقامة أول مهرجان للألوان في المحافظة، جسدت شوقهم للفرح ونشر السعادة في كل مكان. وأضاف المظفر أن الشعب البصري محب للجمال، وأن الألوان الزاهية التي نثرها الشباب كانت خير معبر عن هذا الحب. وذكر الناشط المدني علي السلمي أن مهرجان الألوان أقيم من أجل نشر الفرحة على وجوه شباب العراق، الذي يعاني كثيرا بسبب الحروب والقتل والخراب الذي حلّ بكل أرجاء البلد. وأضاف أن كل بلد يحتفل باستقبال الربيع على طريقته الخاصة، معتبرا أن الانتقادات التي وجهت للمهرجان تريد أن توقف الحياة، حيث يتذرعون بالحرب، لكننا لا نستطيع أن نوقف الحياة بكاملها لهذا السبب.