×
محافظة مكة المكرمة

العثور على «لقيط» في مصلَّى

صورة الخبر

لم تعد الجنادرية حدثا عاديا يجري كل عام أبدا.. لقد تحولت الجنادرية إلى مؤتمر عالمي للتراث والثقافة.. يحضر إليها كافة من الأطياف الأدباء والمفكرين والصحفيين والكتاب والنقاد والفنانين وخبراء التراث من كافة أقطار العالم.. عايشت الجنادرية منذ انطلاقتها في عام 1405هـ ولم اغب عنها سوى فترات قليلة وفي هذا العام وجدت تغيرات كثيرة أهمها (المدينة) وليست القرية المدينة التراثية (الجنادرية) والتي كانت صحراء تتسابق فيها الطيور بدأت بسباق الهجن وبعض الفعاليات التي تعد على أصابع اليد وخيم ودكاكين مبعثرة.. تحولت بقدرة وعزم الرجال إلى مدينة بها العديد من القرى التي تمثل كافة محافظات المملكة وما أدهشني وسرني في آن معا أن كل قرية تنافس الأخرى بالمحتوى والمضمون.. مما يعزز الانتماء ويطور التراث القديم ليتصل ويتواصل مع الجديد وليربط بين الماضي والحاضر بأشكال وأساليب يسهل على الجمهور استيعابها والاندماج معها ، كذلك ما يقام في المدينة من فعاليات أخرى مصاحبة للمحافظات وكذلك أجنحة الدول المستضافة التي تزيد من قيمة وأهمية المهرجان وأساليبه، الجنادرية أيها السادة فتحت الباب أمام العلماء والمفكرين والأدباء والكتاب لعرض ومناقشة الكثير من قضايا العالم الإسلامي والقضايا المعاصرة المهمة كما فتحت أبواب الحوار لمناقشة الثقافات المختلفة والتنوع الفكري والأدبي والتاريخي في عالمنا العربي والإسلامي، وزادت من إثراء الفكر التراثي وجعلت له قيمة محسوسة ، ولكن ما أخاف على الجنادرية أن تتحول تدريجيا إلى الحداثة المفرطة فتغرق فيها وتنسى مهامها الأصلية ألا وهي التراث والموروث وأصالته فتلبس ثيابا غير ثيابها وتخرج من طور الأصالة إلى الحداثة غير اللازمة، إلا أنني أثق في أن القائمين على هذا المهرجان يعلمون جيدا الأسس الراسخة التي أسسها الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز عندما أسس لهذا المهرجان.. فقد وضع التصورات والأفق التي يكون عليها المهرجان في الحاضر والمستقبل ، ولاشك أن الحرس الوطني بقيادة فارسه الأصيل صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز قد عزز قيمة هذا المهرجان بحسن الرعاية وحرافة التأمين والتنظيم.. ولو كانت جهة أخرى غير الحرس الوطني لما استمر ولما كان بهذه الصورة ولا ننسى أن هنالك أناسا يبذلون جهدا مضاعفا لإبراز هذا المهرجان بالشكل اللائق كل عام. يتقدمهم معالي الشيخ عبدالمحسن بن عبدالعزيز التوجري الذي كان لنظرته وتطلعاته ومتابعاته الأثر الجيد والملموس في ازدهار هذا المهرجان في الآونة الأخيرة ، ومعه كوكبة من المهرة المتمرسين أذكر منهم الأستاذ القدير سعود الرومي والأستاذ القدير حسن خليل والأستاذ القدير جابر القرني واللواء عبدالرحمن الزامل ، ومجموعة العلاقات العامة ومطابع الحرس الوطني وآخرين يعملون بصمت وجهد مضاعف كل عام حتى تستمر الجنادرية بهذا الوهج وهذا النضوج.. لقد كانت كلمات سمو الأمير متعب في حفل استقبال الوفود مختارة ومنتقاة رغم أنها كانت عفوية إلا أنها نبعت من شعور إنسان يعمل بصمت ويتقن ما يقوم به من عمل ويعرف حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه.. أنها ترجمة حقيقية لذهن متفتح متوقد تلك الكلمات كانت مقرونة بخبرة السنوات الطويلة في الحرس الوطني والجنادرية وتحمل المسؤولية. شكرا لكل رجال الجنادرية مدنين وعسكريين والمطلب الوحيد الذي أتمنى أن يتحقق في العام القادم أن تتاح الفرصة للإعلاميين والكتاب الأجانب من أمريكا وأوروبا لنقل صورة حقيقية للعالم الخارجي عن الجنادرية وحضارة الإنسان السعودي وتاريخه فنحن نفخر بما وصلنا إليه ونريد أن يطَّلع عليه الغرب ليدرك جمال وأهمية الشرق.. فالسعودية التي أصبح لها مكانا في سلم الرقي والحضارات لن تتنازل عن المواصلة به إلى الأفضل وتضاهي أكبر الدول بإذن الله ثم بتكاتف وتعاون أبناء هذا الوطن والتلاحم مع القيادة ليكون القادم أجمل بإذن الله تعالى. أسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان وأن يحفظ هذا البلد وقيادته من كل سوء ودام عزك ياوطن.