بعد أن خرج الهلال من دوري أبطال آسيا ولحق ذلك استقالة إدارة الأمير عبد الرحمن بن مساعد ثم أتبعها إقالة الروماني ريجيكامب من التدريب دب القلق في نفوس أنصار الفريق الأزرق خشية أن تكون هذه العوامل سببا في أن يدخل الفريق نفقا مظلما حتى نهاية الموسم الحالي لكن الإدارة المكلفة وبدعم من بعض الشرفيين استطاعت أن تعدل أوضاع الفريق بشكل لم يتوقعه أكثر المتفائلين من ناحية تحسن الأداء الفني. عاد اللاعبون إلى مستوياتهم المرتفعة وأصبح الفريق ثقيلا فنيا داخل الملعب من خلال تكتيك محكم وكل ذلك يعود إلى النهج الذي قدمه اليوناني دونيس الذي استطاع تصحيح الأخطاء بتحسين الدفاع وتطوير خط المنتصف لتنفجر طاقات لاعبيه حتى أصبح الفريق بأكمله قادرا على التسجيل. في المباريات الأخيرة، ظهر الهلال بشكل مغاير، وأصبح يستمتع جماهيره بأدائه ويجبر خصومه على عدم مجاراته، والاكتفاء بالمحاولة بأن يخرج بأقل الخسائر، ولا سيما أن صفوفه أصبحت مكتملة مع وجود بعض الغيابات، وإن كان الغياب الأبرز هو غياب المهاجم ناصر الشمراني عن دوري أبطال آسيا إثر إيقافه ثماني مباريات قبل أن تتقلص إلى ست، إلا أنه نجح في تجاوز المعضلة وتسجيل الأهداف في ظل غياب المهاجمين. ويقول المدرب الوطني عبدالعزيز العودة "الهلال في الفترة الماضية تغير بشكل كبير من الناحية التكتيكية، واتضحت ملامح اللمسات التي قام بها اليوناني دونيس على الفريق واللاعبين في الوقت نفسه وهذا يؤكد أن الفريق بدأ يستعيد عافيته لأنه وجد مدربا قادرا على توظيف اللاعبين بشكل جيد وبالتالي تطور المستوى الفني وبالتالي انعكس ذلك على نتائج الفريق مع المدرب اليوناني". وزاد "الهلال حاليا بدا كمنظومة واحدة وكتلة لا تتجزأ من الناحية التكتيكية جميع لاعبي الفريق يدافعون ويساندون للذود عن مرماهم ما أضفى قوة على خط الدفاع وفي الوقت نفسه جميع اللاعبين يشاركون في الهجمات ما أعطى الفريق قوة ضاربة في التسجيل كل هذا لم يأت من فراغ وإنما بعمل فني يعتمد على التكتيك أولا ومن ثم الاستفادة من اللاعبين بالطريق الأفضل". كان الخوف الذي اتضح على مشجعي الهلال في الفترة الماضية يأتي بسبب خشيتهم أن الفريق يعاني من الناحية النفسية وأثر التغييرات الكبيرة التي طرأت على النادي، إضافة إلى خسارة دوري أبطال آسيا وكأس ولي العهد على التوالي لكن الأمر لم يكن كما يظنون بعد أن تحرر الفريق من كل الضغوط الممكنة، الإخصائي النفسي بدر البراهيم يعلق على ذلك بقوله، "الفترة الماضية شهدت استنفارا كبيرا في نادي الهلال على الصعيد النفسي بأساليب جديدة منها التعاقد مع مدرب يجيد إعداد الفريق قبل المباريات بطريقة رائعة من الناحية النفسية لكن يبقى وجود يوسف الثنيان في التدريبات هو الأكثر تأثيرا على الفريق لأسباب عديدة أهمها شخصيته الفريدة من خلال البساطة في التعامل دون قيود وروح الدعابة التي لا تفارقه ما يجعل اللاعبين يبتعدون عن الضغوط بالتعامل معه، إضافة إلى كونه أحد الأسماء البارزة في تاريخ الكرة السعودية ونادي الهلال بالتحديد". وزاد "في بعض الأحيان يحتاج اللاعب إلى شخص يبعد عنه كل الضغوط ولا يتحدث عن تفاصيل جانبية لأن الحديث مع المدرب والإداريين واللاعبين دائما ما يدور في فلك كرة القدم والمباريات ما يجعل الضغط والحمل يزداد على اللاعبين وبالتالي فإن وجود شخصية بسيطة ومرحة مثل يوسف الثنيان له أثر بالغ في التجهيز النفسي خصوصا أن الهلال مر بظروف صعبة من ليس من السهل تجاوزها لكنه نجح بامتياز في تجاوز ذلك".