ربما لم نعرفه من قبل رغم أنه شارك في بعض الأعمال الفنية، ولكننا عرفناه منفردا حين فصل من عمله بسبب تصويره لفيديو طريف مع مجموعة من زملائه في مقر عمله حيث يعمل كإداري في أحد المستشفيات الخاصة. وكان واضحا من التسجيل أن جميع من ظهروا فيه كانوا في حالة استرخاء أثناء فترة ركود عملية حيث قال إن التصوير كان في ساعات الصباح الأولى. التي من الممكن أن ينشغل فيها الجميع بأي شيء فربما غفوا على مقاعدهم أو أمسكوا بأجهزتهم وراحوا يقلبون صفحات البرامج الهاتفية واحداً بعد آخر ولن يعرف مديرهم بذلك ولن ينزل العقاب بأي واحد منهم. ومع هذا عوقب مشعل بالفصل من عمله! العتيبي قال عن نفسه في لقاءين تلفزيونيين إنه شخص ملتزم في عمله أداء وحضورا وليس هناك ما يسيء لسيرته العملية ومع هذا فُصل دون أن يمنح حق الدفاع عن نفسه ودون أن يسمح مديره بإعطائه فرصة الاستماع إليه! كجزء من متطلبات الديكتاتورية التي بلي الناس بها وبخاصة في مجال العمل في القطاعات الخاصة. إذ تنزل فيه القرارات على رؤوس الموظفين كجلمود صخر يؤذيهم نفسياً وعملياً. العتيبي أكد أكثر من مرة أن مديره رفض رفضاً قاطعاً أن يقابله وهذا تصرف خاطئ من الناحية الإدارية لا يقل عن حجم خطأ تسجيل مقطع فيديو لم يستغرق أكثر من خمس عشرة ثانية. ربما كان في المستشفى الذي عمل به العتيبي من هو أكثر تقصيراً وإساءة للعمل الذي يمس صحة الناس مباشرة ومع هذا لا يكون التعامل معه كما يجب أن يكون. العتيبي لو كان في مكان آخر تقدر فيه المواهب لما كان هذا حاله ولكان هذا الفيديو قد أتاح له فرص عمل تتناسب مع قدراته التي بالتأكيد لم تظهرها المقاطع التسجيلية التي يضعها في حسابه وهي تتسم بكثير من الميزات الفنية الناقدة بروح كوميدية مميزة وخفيفة ظل من الممكن أن تفيد المستشفى في برامج اجتماعية كثيرة ومفيدة ومؤثرة، ولكن هذا بالتأكيد ما لم يفكر به مديره. فماذا لو قابله وسأله هذا السؤال.. ما الذي يمكن أن تقدمه للمستشفى من أفكار ومقترحات تعزز دورها الاجتماعي وتواصلها مع الناس؟ وكلنا نعرف أن البرامج الاجتماعية ونشاطات الجمعيات الاجتماعية الطبية ستستفيد من هكذا شخصية ولكنها التقليدية في الفكر التي تدار بها مؤسسات كثيرة تعيق كثيراً من الأمور التي بالامكان أن تكون فوائدها كثيرة وفي مجالات متعددة. لماذا لأن معظم القطاعات الخاصة تشارك -إن هي فعلت- في الأنشطة الاجتماعية بلوحة قماشية مترين في متر تعلقها على جدار ما وتكتفي بذلك لأن كل مشاركة تتطلب بذلاً مالياً وهم لا يريدون ذلك هم يريدون أن يأخذوا ويأخذوا فقط وليته مقابل خدمات طبية لائقة. هذه النظرة التقليدية والرغبة في الاستزادة المالية المستمرة تعري كل ما يدعى من مثالية في تلك المؤسسات. وبالعودة إلى فيديو العتيبي أنا أشكره لأنه عرفني على كلمات شعرية جميلة وأتمنى أن يكون فصله من عمله باب خير له وأن يجد من يحسن التعامل مع قدراته العملية والفنية وبعيدا عن بعض العقول الإدارية المتحجرة. عضو هيئة التدريس بجامعة الدمام