ما قيمة أن يقول المرء «ديني الحنيف»، أو «عقيدتي السمحاء»، وهو لا يعرف بأن دينه الإسلام وعقيدته الإسلامية، ما جدوى أن يصدح الطالب في المدرسة بعبارة «وطني الحبيب» وهو لا يعلم بأن وطنه المملكة العربية السعودية، وما الفائدة المرجوة بأن يتم تفريغ مادة اللغة العربية من اسمها الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى لها، وأنزل بها القرآن الكريم، وهو اللغة العربية، لتتحول إلى لغتي الجميلة، علماً بأن الخالق حينما امتدحها في محكم التنزيل، لم يفرغها من محتواها الذي ارتضاه لها «بلسان عربيٍّ مبين»، حيث قرن الصفة بالموصوف ولم يكتفِ بالمدح والثناء لها دون الإتيان بها. العجب كل العجب أن يتم دمج مواد اللغة العربية بعضها ببعض مع أن العالم من أقصاه إلى أقصاه يتجه للتخصص، والفصل بين الأجزاء، وهذا الدمج سيجعل من أجيالنا أجيالاً مشوّهة بلا هوية، فلا هم الذين ارتبطوا بقوميتهم العربية لأن «لغتي الجميلة» ستجعل منهم بلا مسمّى شامل يلتفون حوله، فهل هذه «الجميلة» هي لغة عربية، أو فارسية، أو كردية، أم ماذا يا ترى؟! علاوة على هذا الدمج الذي خلط الحابل بالنابل، وهنا لا يفوتنا التوقف عند كلام الإمام الشافعي رحمه الله: «ما جهل الناس، ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب». وما أظن هذا الدمج ما هو إلا مقدمة لعموم ثقافة الجهل بلغة العرب، والجهل باللغة باب للجهل بالدين، والغريب الذي يلفت الانتباه أنه حُذِفت «العربية» وأبقيت «الإنجليزية» في مادة اللغة الإنجليزية، وليت القائمين على وضع المناهج قالوا: لغتي الجميلة ولغتهم البهيّة لكان أفضل من باب العدل والإنصاف. كل ما أرجوه من معالي الوزير الفاضل أن يلتفت لهذه النقطة، وهو أهل لهذه الثقة.