وفي مدينة نيو دلهي.. البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة .. لا يبدو أن أحدا يتساءل عن سبب هذا التلوث أو يبدي انزعاجه منه فبالنسبة لهم.. هو عبارة عن خليط من المدنية وضباب الصباح والغبار ولكن دراسة جديدة أجرتها منظمة الصحة العالمية عام 2014 حول 1600 مدينة حول العالم .. وجدت أن العاصمة الهندية هي الأكثر تلوثا حول العالم .. إذ يحتوي هواؤها على نسبة عالمية من ذرات التلوث والتي تعرف بـPM 2.5 نذهب في هذه الجولة مع العالم الأمريكي جوشوا أبتي لاختبار الهواء بأنفسنا وكان أبتي يراقب التطورات التي شهدتها الأجواء في الهند منذ عام 2007 جوشوا أبتي/ عالم أمريكي: "نحن ننظر إلى نسبة مادة PM2.5 الآن . والتي وصلت إلى أكثر من 30 في المائة من الوضع العادي ." "كثيرون يتحدثون عن سوء الأوضاع في بكين.. ولكن لا أحد يذكر ما يدور هنا." "أعتقد أن الأمر يتعلق بالوعي .. فمستوى التلوث هنا في نيودلهي أعلى من بكين بنحو 50 في المائة ... فالوضع الطبيعي بحسب منظمة الصحة العالمية هو 10، وفي بكين أصبح الآن 100 أما هنا في الهند فهو 150 نقطة." أبتي يقول إنه بالنسبة للعين المجردة قد لا يبدو الأمر سيئا كما هو الحال عليه في بكين .. ولكن ذرات مادة PM2.5 غير مرئية وهي الأكثر إيذاءا للرئتين "أطفالنا يمرضون وكبار السن أيضا." ولمساعدة السكان على التعايش مع التلوث ابتدع باروناغا وول .. تقنية لتنقية الهواء تجمع بين الفلتر والنباتات .. فمنذ بدأت مشكلة التلوث في نيودلهي تحظى باهتمام وسائل الإعلام . ارتفعت نسبة مبيعاته بارانوغا وول، صاحب مشروع لتنقية الهواء: "كل عام المشكلة تصبح أكثر سوءا .. ولا تتحسن أبدا .. فنحن نضيف نحو 1400 سيارة يوميا إلى الشوارع في نيودلهي فقط . كما أن نوعية الوقود سيئة جدا ، كما أننا نحرق الكثير من المواد العضوية خلال الشتاء " وفي الوقت الذي تركز فيه الهند على الاستثمارات والتطوير .. يبدو أن مشكلة التلوث في طريقها للارتفاع والتوسع فالدراسات تشير إلى أن نحو 660 مليون مواطن هندي يخسرون ثلاثة أعوام من حياتهم بسبب الهواء الذي يتنفسونه .. وليحصل التغيير ... على صناع القرار الإمساك بطرف الخيط لحل مشكلة لا يمكن تجاهلها بعد اليوم