بقلم : د. حنان حسن عطاالله مكتب الرياض سفراء القرارات التي صدرت أخيراً لتقنين الابتعاث وليس إلغاءه قرارات في معظمها إيجابية وتعمل لصالح أبناء الوطن. حقيقة أنا لا أعترض على استمرار برنامج الابتعاث ، ولكن لعلنا نحتاج لمراجعة وقرارات كالتي صدرت مؤخراً. فكرة الابتعاث بالعموم فكرة جيدة، ولكن يظل لكل قرار تبعاته ولابد من دراسته ومعرفة مدى جدوى استمراره من عدمها. أية خطوة وأي مشروع ينفذ في أي دولة، لابد له من وقفة لتقييمه ومعرفة سلبياته وإيجابياته. وهل فعلاً كان ذلك المشروع مجدياً؟ وماذا حقق على المستوى الشخصي والاجتماعي؟. فمثلاً في مجتمعنا هل وفر الابتعاث وظائف لشبابنا؟ وهل لدينا إحصائيات تثبت ذلك خاصة ومازلنا نشتكي من سيطرة الأجانب على الوظائف. ثم إن الخريج الذي ُيبتعث ويعود ولا تتوفر له وظيفة وقد خسرت عليه الدولة مبالغ طائلة، فإن وجوده كعاطل فيه ألم نفسي وخسارة كبيرة. من وجهة نظري أنا أؤيد تماماً ألا يكون الابتعاث الا لفئة خاصة من المتميزين جداً. ليس من المعقول مثلاً ألا يقبل الطالب في الجامعات السعودية بسبب تدني درجاته في الثانوية واختبار القدرات، ويقبل في برنامج الابتعاث! وأيضا أن يكون في التخصصات التي نحتاجها وأن يكون صادراً من جهة العمل التي يعمل فيها المبتعث وبذلك نضمن له الوظيفة متى ما أنهى دراسته وعاد للوطن. لاحظت أن بعض الطلبة بعد دراسة البكالوريوس في الخارج، يعمدون إلى تمديد بعثاتهم للماجستير والدكتوراه للتمكن من الجلوس في الخارج لأطول فترة ممكنة، ثم ماذا بعد؟ هل يحتاج مجتمعنا كل هدا العدد من حاملي الدكتوراه وما هو مصيرهم الوظيفي؟ وهل تستوعبهم الجامعات؟ حقيقة مهما كان عدد الجامعات فإنها لن تستوعب ذلك العدد الكبير من حاملي درجة الدكتوراه! لذلك جعل الابتعاث مربوط بجهة عمل الموظف فيها تقنين أكثر وتوفير عبء مادي. فالجهة تبعث الموظف وفي تخصص معين هي بحاجته. ختاماً برنامج الابتعاث مشروع وطني جبار يكلف الدولة في كل مرحلة من مراحله مليارات الريالات. للمشروع إيجابياته بالتأكيد وعوائده على الفرد وعلى المجتمع بالعموم، ولكي نحقق أكبر عائد من هذا المشروع، نحن بحاجة إلى مراجعته مراجعة جادة بين فترة وأخرى وإصدار قرارات تحقق المنفعة للجميع. لمراسلة الكاتب: hatallah@alriyadh.net