طالب رئيس الحكومة الليبية الموازية في طرابلس عمر الحاسي إجراء انتخابات اشتراعية جديدة لوضع حد للفوضى في البلاد، وسط تصاعد الانتقادات في صفوف «فجر ليبيا» للمبعوث الدولي برناردينو ليون، ما دفع الحاسي الى اعتباره شخصاً غير مرغوب فيه، مهدداً بإصدار بيان في هذا الشأن. غير ان قيادات أخرى محسوبة على «فجر ليبيا» من بينها النائبان (عن مصراتة) عبد الرحمن السويحلي وفتحي باشاغا، تدخلت لاقناع الحاسي بالتمهل. وتنبع الاتهامات الموجهة الى ليون من تصريحات له اعتبرت انها تصب في خانة البرلمان والحكومة في طبرق ضد المناهضين لهما في طرابلس. وقال لـ «الحياة» نعيم الغرياني عضو مجلس النواب الليبي وأحد المقاطعين لجلساته في طبرق، أن المواقف التي هدد بها الحاسي «تعيق الجهود المبذولة لقيام حوار وطني ينقذ ليبيا من ازماتها الراهنة». وكانت وسائل اعلام نقلت عن الحاسي قوله ان «ليون شخص غير مرغوب فيه». وأتى كلام الحاسي خلال ملتقى عقد في طرابلس اول من امس، لطرح افكار حول الحوار الوطني، حضرته شخصيات محسوبة على «فجر ليبيا» وأخرى مستقلة. ورأى الغرياني في حديث الى «الحياة» ان موقف ليون من الاطراف الليبية «متوازن، وينطلق من الحرص على ضرورة الوصول الى وفاق وطني يقود الى مخرج ملائم للازمة». واضاف: «ليس من الحكمة ان تقدم حكومة على خطوات كهذه». واضاف الغرياني ان الملتقى الذي عقد في طرابلس «توصل الى 4 محاور عبارة عن أوراق عمل، اهمها حول المبادرة المقدمة من اكاديميين ليبيين لحل الازمة الليبية». واوضح ان الملتقى يختلف عن مؤتمر غدامس للحوار (الذي نظمته الامم المتحدة) وكانت غايته جمع اعضاء البرلمان الملتحقين بجلساته في طبرق وغيرهم ممن قاطعوا الجلسات». وتناولت اعمال الملتقى سبل حل الانقسام في الدولة، المتجسد في حكومتين يرأس الحاسي احداهما بدعم من «فجر ليبيا» وهي لا تحظى باعتراف دولي، فيما يرأس الثانية عبدالله الثني وهي تحظى بدعم البرلمان المنعقد في طبرق واعتراف المجتمع الدولي. وناقش الملتقى حلولاً لمسألة الانقسام بتصحيح الوضع الدستوري للبرلمان المنعقد في طبرق، وصولاً الى تشكيل حكومة وفاق وطني، اضافة الى ازالة تداعيات قرارات اتخذها البرلمان وتسببت في تأجيج الشارع الليبي مثل طلب تدخل خارجي واعتبار «فجر ليبيا» منظمة ارهابية وتبني عمليات اللواء المتقاعد خليفة حفتر ضد الاسلاميين. وفي مقابلة مع وكالة «فرانس برس» امس، قال الحاسي ان «البرلمان المنعقد في طبرق لم يعد مقبولاً في ليبيا وفقد شرعيته ونحن بحاجة الى انتخابات جديدة». ورأى ان «المشكلة في ليبيا بين الثوار واعداء الثورة» التي اطاحت القذافي في 2011، مشيراً الى ان «الثوار بصدد استعادة الثورة التي سرقت». واتهم الحاسي البرلمان وحكومة الثني بدعم «المشروع الانقلابي» لحفتر وبـ»خرق السيادة الوطنية» من خلال «السماح لطائرات اجنبية بقصف ليبيا». واكد الحاسي ان النظام يسود في طرابلس منذ تولي قوات «فجر ليبيا» السيطرة على العاصمة في اواخر اب (اغسطس) الماضي. في غضون ذلك، أثار لقاء الكاتب والفيلسوف الفرنسي برنارد هنري ليفي «اصدقاء ليبيين» في تونس، موجة من الاحتجاجات في ليبيا وتونس، دفعته الى اعلان ان اللقاء كان مخصصاً للبحث في المصالحة بين الليبيين، علماً ان مصادر ديبلوماسية فرنسية نفت ان يكون ليفي مكلفاً باي مهمة في هذا الشأن، علماً انه سبق ولعب دوراً كموفد للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في دعم الثورة ضد معمر القذافي. وفي تصريحات إلى صحيفة «لوبوان» امس، انتقد ليفي «اللغط والاشاعات التي أثيرت حول زيارته»، وقال: «كان أمراً في غاية البساطة. وهو أن أقابل، في فندق وعلى مرأى ومسمع من الجميع وفي شفافية تامة، أصدقاء ليبيين». ونشر ليفي صورته إلى جانب شخصيات ليبية من بينها فضيل الأمين (رئيس لجنة المصالحة) ووحيد بورشان ونوري شريو، إضافة إلى جيل هيرتزوغ مرافق ليفي، وقال إن أولئك الأصدقاء «خرجوا بوضوح من طرابلس وبنغازي ومدن جبل نفوسه ومصراتة والزاوية، لكي يتابعوا على أرض محايدة، وبحضوري، حوار المصالحة الوطنية»، نافياً ما أشيع عن إقدام الحكومة التونسية على إبعاده.